هُوية البرنامج الاستعجالي

هُوية البرنامج الاستعجالي

على مستوى اسم "البرنامج الاستعجالي" يوجد بالفعل إشكالية، سواء من الجانب النظري، أو من جانب الاستعمالات الواردة في النقاش الإعلامي والتربوي، حتى أن هناك من اعتبره ميثاقا ا.

حسب مارد في مدخل "البرنامج الاستعجالي"، فإن هذا الأخير يعتبر نفسه "فرصة" لاستدراك التعثر الذي حصل في تحقيق أهداف الإصلاح وفرصة للتعجيل بتطبيق المضامين الذي جاء بها الميثاق الوطني للتربية والتكوين سنة 1999، ويعتبر نفسه جزء منه، حيث جاءت المشاريع المكونة له، وفق منهجية موحدة، تذكر أولا بالتوجيهات المحددة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ثم تذكر أيضا بالملاحظات الرئيسية التي تشخص الوضعية، ثم الهدف، وتقدم التدابير المعتمدة في خطوطها العريضة.

في تعاريف الأدبيات التربوية، نجد تعريف البرنامج هو "عبارة عن متتالية من العمليات المحددة سلفا في الزمان والمكان، ‏والمطلوب منها أن تعمل في ظروف تسمح لها بالتجسيد على أرض الواقع ، ‏وإذا لم تكن الظروف الخارجية ملائمة فإن البرنامج يفشل أو يتوقف"[1] (Edgard Morin )

" في حين تنطلق "الاسراتيجية من تقنية السيناريوهات وتستحضر المدى القصير والمتوسط والبعيد إنها تحضر نفسها منذ البداية في حالة حدوث أو أمر غير متوقع، ‏لكي تدمجه وتستوعبه من أجل التطوير والإثراء" (Van Velzen, Mies,Robin) [2]

وإذا استحضرنا مشاريع البرنامج الاستعجالي والإجراءات المرتبطة بها، فإنها تؤكد على تدخلات تستهدف المدى القصير والمتوسط والبعيد، مضبوطة بمؤشرات.

وعندما نتحدث عن المدى البعيد فإننا نتحدث عن بعد استراتيجي وليس عن برنامج، إذن يمكن أن نتساءل، هل نحن بصدد برنامج استعجالي محدد في الزمان والمكان، أم أمام مخطط يراهن على إعادة هيكلة المنظومة التربوية، على المدى المتوسط والبعيد؟ أم أمام منهجية عمل؟

لماذا منهجية عمل؟

لأن في استحضار منطلق "البرنامج الاستعجالي" ومسار تطوره خلال 29 شهرا (من نونبر2007 إلى أبريل2010) ، حيث كان المنطلق هو الاستجابة لطلب السيد الوزير، المتمثل في تحديد مشروع عمل لكل مسؤول مكلف بمهمة، وجمعت المشاريع لتكون نسخة "البرنامج الاستعجالي" دجنبر 2007 (91 مشروع ضمنها الغث والمحمول)، وبعد صدور تقرير المجلس الأعلى للتعليم، حيث تضمن عدة توجيهات مُبَوبَة على أربع مجالات، جاءت صيغة البرنامج الاستعجالي مرتكزة على توجيهات التقرير مبوبة هي الأخرى على المجالات الأربع.

أعلن يوم 19أبريل 2010 عن لقاء[3] ترأسه السيد الوزير والسيدة كاتبة الدولة بحضور السيد وزير المالية والاقتصاد والعديد من ممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات ذات الخبرة بالمجال، أعطيت الانطلاقة الرسمية خلاله لمشروع إرساء نظام PMO « Project management office»، وتم تبني رسميا "اعتماد الوزارة منهجية ومقاربة التدبير بالمشروع"، أي بعد سنتين ونصف من الحديث عن "البرنامج الاستعجالي"(المكون من 27مشروع) يتم الإعلان رسميا في حفل (طبيعة الحضور فيه له دلالة)عن طبيعة وكينونة هذا الذي جاء لتدارك وتسريع إجراءات الميثاق الوطني للتربية والتعليم، "البرنامج الاستعجالي".

وهذا الحدث يعطي مشروعية السؤال عن وضوح الرؤية بعد سنتين ونصف لانطلاق الحديث عن "البرنامج الاستعجالي" بقيادة تتغير مكوناتها في كل مرة.

فهل أصبحت الرؤية واضحة أم لازالت لم تتضح، بعد اعتماد الوزارة منهجية ومقاربة التدبير بالمشروع؟

مع العلم أن الرؤية المحددة والمعلنة التي تشير إلى الطموح المراد الوصول إليه، والخطة الاسراتيجية التي تلبي احتياجات المستقبلية، والفلسفة الواضحة المنبثقة من المجتمع، هي مكونات أساسية يضمن توفرها فرص أكبر لنجاح أي إصلاح أو تغيير.

هل اتضحت الرؤية بعد انقضاء ثلاث سنوات على بداية الحديث عن "البرنامج الاستعجالي"، وتسع سنوات عن العمل بمقتضيات "الميثاق الوطني للتربية والتكوين"؟ خصوصا وأن التخبط لازال مستمرا، والأزمة التعليمية لازالت قائمة.

أم أن الموارد المالية الهائلة كفيلة لوحدها بجلب الإصلاح؟

عبدالرحمن العطار مفتش تربوي للتعليم الثانوي
وجدة سيتي
10/10/12

» البرنامج الاستعجالي
» الإدارة التربوية.. ماذا استفادت من المخطط الاستعجالي؟
» أوقف الهاكرز بهذا البرنامج
» قم بزيادة سرعة جهازك بحذف البرامج من جذورها مع هذا البرنامج
» سبتة ومليلية تلجان البرنامج الانتخابي للحزب الشعبي الإسباني