IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: المغرب ومشروع أنطولوجيا اللغة العربية الثلاثاء 23 أغسطس 2011 - 18:26 | |
| المغرب ومشروع أنطولوجيا اللغة العربية
أ المغرب يتولى تنفيذ القسم الأكبر من مشروع أنطولوجيا اللغة العربية والمحلل التركيبي والمحلل الصرفي اجتمع في تونس في الفترة 26 – 28 يوليوز 2011 خبراء الهندسة اللسانية العربية تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) (إدارة العلوم والبحث العلمي) لوضع الخطوات الأساسية لبناء الشبكات الدلالية لمفردات اللغة العربية، وهو مشروع طموح يسعى إلى تفريغ محتوى الكفاية اللغوية العربية على الحاسوب في المستوى الدلالي، وقد وضع الخبراء تصميما محكما لبناء أنطولوجيا اللغة العربية محكمة البناء حتى تتمكن من التعامل الميسر مع أحدث التقانات العالمية، إسوة بباقي لغات العالم، وهو عمل يدخل ضمن التفعيل الأمثل لتكنولوجيا الجيل الثالث من الإنترنيت، الذي يمكن الحاسوب من فهم الإنسان ومساعدته في التعامل مع واقعه، حيث أصبحنا نعيش مرحلة انتقل فيها الحاسوب من دور المتلقي للمعلومة وتخزينها واسترجاعها إلى دور فهم المعلومة ونقل محتواها للإنسان، بل وتعليمه إياها وفق مقتضيات الذكاء الصناعي في أحدث تطوراته، مع الدقة والصرامة وربح الوقت. وقد شارك في هذا الاجتماع عدد كبير من الخبراء جاؤوا من أمريكا وكندا وفرنسا وبلجيكا وسوريا والمغرب وتونس وفلسطين، هذا فضلا عن الشركات العالمية المتخصصة في هندسة اللغة العربية، مثل IBM و LDC و RDI وصخر ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ومختبر ميراكل بتونس، إلخ. وقد توصل الاجتماع إلى توزيع المهام على الخبراء كل في نطاق تخصصه الدقيق في مجال الهندسة اللسانية، كانت للمغرب مشاركة فعالة في هذا الاجتماع، حيث تكفلت المدرسة المحمدية للمهندسين بمحور وضع الإطار العام للشبكة ممثلة في شخص الدكتور د. كريم بوزبع، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله في تدقيق الشبكة وتطوير API لتمكين المبرمجين من استغلالها في مختلف التطبيقات، وقد أوكلت هذه المهمة إلى الأستاذ الدكتور محمد الحناش، اما بقية المحاور فقد أوكلت مهمتها على التوالي: تجميع الموارد اللغوية الضرورية، وأوكلت مهمتها إلى مصر ممثلة في د/ المعتز بالله من كلية دار العلوم بالقاهرة، ومحور بناء الشبكة الدلالية، وقد أوكلت مهمتها إلى معهد العلوم التطبيقية والتكنولوجيا بسوريا، ممثلا في شخص د/ بسام الكردي، أما مرحلة التقويم فقد أوكلت إلى مختبر ميراكل ممثلا في شخص مديره د/ عبد المجيد بنحمادو. هكذا اتفق الجميع على إنشاء شبكة من الباحثين المتخصصين في مجال الهندسة اللسانية، وقد شرعت هذه الشبكة في العمل من خلال الاتصال الفوري عبر الإنترنيت، وهي تعمل بجد في نطاق الوقت المخصص لإنجاز العمل وهو سنتان لوضع الأرضية الأساسية لبناء المشروع، على أن يتم تطويره لاحقا. لا شك أن هذا المشروع ستكون له إيجابيات كبيرة على أكثر من صعيد في العالم العربي، خاصة مشروع الحكومة الإلكترونية، إذ بدون الأنطولوجيا اللغوية سيكون من الصعب التقدم في أي مشروع تقاني ينقل مجتمعاتنا من مجتمعات تعتمد التقانة التقليدية التي تتطلب الجهد والوقت إلى مجتمع المعرفة، وقد تقدم الباحثون بتجارب قاموا بها في بميكنة الخدمات بجميع أنواعها، من البلديات إلى المحاكم مرورا بالإدارة في مختلف جوانبها، والجامعات بله الوزارات والقطاعات التي تتبع لها، التي تكون عادة موزعة في أكثر من مكان.ِ يشار إلى أن اجتماعا آخر للخبراء في هندسة اللغة العربية كان قد خصص للمحلل التركيبي للغة العربية انعقد في سوريا في الفترة 19 – 21 أبرل 2011 ، بدعوة من المنظمة نفسها ويتنسق الدكتور أمين القلق المستشار في المنظمة، خصص لوضع مشروع علمي يتعلق بتطوير أداة علمية على غاية من الأهمية، تتمثل في تطوير محلل نحوي للغة العربية، وهو مشروع تحتاج إليه التقانة المعاصرة لمواصلة التفاعل مع مقتضيات العولمة، ونعني بها في المجال المعرفي هندسة اللغة العربية، إذ بدون مثل هذه المشروعات العلمية ستبقى العربية غريبة عما يجري في هذا العالم المتطور تقانيا، علما أن العربية قد قطعت شوطا كبيرا في هذا الباب. وقد شارك في هذا الاجتماع ثلة من الخبراء، من بينهم أ.د/ محمد الحناش من جامعة سيدي محمد بن عبد الله، من فاس، حيث كلفه زملاؤه الخبراء بالتنسيق بين خبراء آخرين في العالم العربي، في تطوير مشروع المحلل التركيبي. وقد شرع الخبراء في تطوير هذا المشروع العلمي الكبير، الذي من المفروض أن يكون جاهزا في غضون سنتين. ما يشار أيضا إلى أن مجموعة من الباحثين في جامعة محمد الاول في وجدة تشتغل بدون كلل في تطوير المحلل الصرفي الذي اطلق عليه مشروع الخليل، وقد بدأ هذا العمل بؤتي أكله، حيث صدرت منه النسخة الأولى التي توجد قيد الاختبار. يهذا يكون المغرب قد أبان عن وجود كفاءات كبيرة في مجال الهندسة اللسانية، وهو التخصص الذي يحتاج إلى أن يخصص له المغرب اعتماما كبيرا في إطار الجامعات ومراكز البحوث في المغرب. وبما أننا مقبلون على إحداث أكاديمية محمد السادس للغة العربية فإني أوصي بأن تكون متخصصة في الرقي باللغة العربية إلى مصاف اللغات العالمية، ولن يتأتى ذلك إلا بالبحث في الهندسة اللسانية العربية التي أثبت المغرب أن لديه منها من الكفاءات ما يجعله في مقدمة الدول المتقدمة في هذا المجال. فقد انتهى العمل في اللسانيت النظرية التي لم تعد تجدي نفعا، نظرا لعدم تمكنها من الانفتاح على تقانة العالم المعولم بكل ما ينتجه من تطور تقاني جعل الإنسان يجتهد في محاكاة الحاسوب، وهذا ما لا قدرة للسلنيات العامة على الخوض فيه. علينا أن نفكر مليا ونحن نبني صرح مجتمع المعرفة، خاصة مع تطلعات المغاربة إلى أكاديمية اللغة العربية، يجب أن لا يترك المجال لأولئك الذين أصبحوا يبحثون في هامش اللغة العربية، يقتلون بحثا بعض الأفكار المستوردة من الغرب، هذه الأفكار التي تخلى عنها أهلها وانصرفوا إلى بناء مجتمعاتهم معرفيا من خلال الدفع بلغاتهم إلى التفاعل والتماهي مع تقانة المستقبل، فأحدثوا مراكز علمية متخصصة، وأنشئت شركات عالمية متخصصة في هندسة اللغة. ومن يحضر المؤتمرات العلمية الكبرى في العالم لن يسمع فيها أي صدى للسانيات العامة، فقد انتهى عمرها الافتراضي وانتقل العالم إلى صناعة أنطواوجيات ومحللات وتصميم برامج تهيئ اللغات لمستقبل البحث العلمي الذي لن يتخلى عن اللغة مهما تطور تقانيا ومعرفيا، إذ كلما تعمقت مدارك إنسان هذا العصر زادت رغبته في البحث في لغته الأم. واللغة العربية من بين اللغات العالمية الأكثر استجابة للحوسبة واحتضان التقانة المعاصرة، والمغرب قادر على حمل مشعل الحضارة الإنسانية في هذا المجال، فلنتوكل على الله. | |
|