آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:30
الدرس الأول (المُسند والمُسند إليه) (دورة علم المعاني)
الدرس الأول مقدمة عامة يُحبُّ كل واحد منَّا أن يكون حديثه واضحًا، ومقصده جَليَّا، فيوصلُ المعنى الذي يريدهُ إلى المُخاطَب، غير أن ذلك لا يتأتَّى للمتكلم إلا إذا راعى اختلافَ الظروف التي يكونُ عليها المُخاطَب، بما يقتضيه إيرادُ الكلام بصورةٍ تنُاسِبُ حالته التي يكون عليها، وهذا ما أسماه البلاغيون(مقتضى حال المخاطب) فإنَّ ما يصلحُ لخطاب العاقل المتَّزنِ لا يصلحُ لخطاب الجاهل، وما يصلحُ لخطاب العامَّة لا يصلحُ الخاصة، وكذلك فإن ما يصلحُ تقديمه في موقف يلزم تأخيره في آخر ، وما يجدُر ذكره في سياق يجدُرُ حذفه في سياق آخر. ولقد تنبَّه علماءُ البلاغة إلى الأصول والقواعد التي يُعرفُ بها مُطابقة أحوال الكلام لمقتضى حال المُخاطَب وعدُّوها عٍلمًا من علوم البلاغة أسمًوْه (علم المعاني) ومن المعروف أن أصل هذا العلم هو نظريةُ النَّظم التي وضعها عبد القاهر الجرجاني(ت 471هـ) الأمر الذي فتح الباب للعلماء من بعده للخوض في مضمار هذا العلم والبحث فيه كيف عرَّف العلماء علم المعاني ؟ لقد جاءت التعريفات متقاربة المعنى: علم المعاني: هو علميعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال) (1) ,ومن التعريفات : هو علميعرف به أحوال الكلام العربي التي تهدي العالم بها إلى اختيار ما يطابق منها مقتضىأحوال المخاطبين رجاء أن يكون ما ينشئ من كلام أدبي بليغا (2( وعرَّفه آخرون: هوعلم نظم الألفاظ والعبارات على أسلوب معين يراعى فيه أمران هما: قواعدالنحو ومطابقة الكلام لمقتضى الحال (3)
ما الاستفادة من علم البيان؟ نستفيد من علمالمعاني أمرا مهما هو أنه (لا ترادف بين الجمل: بل لكل ترتيب دلالة خاصة، وفيه معنىليس في الآخر، وإن أي تغيير يطرأ على التركيب بتقديم أو تأخير، او حذف أو ذكر، أوتأكيد أو تركه..الخ يؤدي إلى تغيير في معناه) (4) 1- ـ الإيضاح للقزويني 2- ـ البلاغة العربية للميداني 1 / 138 3- البلاغةالعربية (علم المعاني) وليد قصاب ـ ص 15 4- ـ البلاغة العربية لقصاب 17
الإسناد ·المُسند إليه والمُسند كلنا يعلمُ أن َّالكلماتِ منفردة لا تعطي معنى تامَّا، بل معاني لغويةُّ مجتزأة، ولكي تفيدَ معنًى تامًا لا بدَّ من ربطهما معا وضم بعضها إلى بعض، وهذا ما يُسميه البلاغيون (الإسناد) فكلمةُ (الصدق) وحدها تعني (قول الحق) وهو معنى غير تام، وكلمة (مَنجاة) تعني( الخلاص) وهو معنى غير تام أيضا، إلا أننا بضم الكلمتين إلى بعض في قولنا (الصدقُ مَنجاةٌ) نكون قد أتممنا المعنى المُراد، وذلك بحكم مُثبت أقمناه على (الصدق) بأنه (منجاة) ووجود الحكم يعني وجود محكوم عليه، ومحكوم به فهل لك أن تحددهما في جملة (الصدق منجاة)؟ والآن تعالوا بنا إلى جملة جديدة هي : ليس الكذبُ بمنجاةٍ إننا بضم كلمات هذه الجملةِ بعضها إلى بعض نكون قد خَلصنا إلى معنى تام، وذلك بحكم منفي أقمناه على الكذبِ بأنه ليس بمنجاةٍ، ووجود الحكم يعني وجود محكوم عليه ومحكوم به فهل لك أن تحددهما في جملة (ليس الكذب بمنجاة)؟
نتبين مما سبق أن ضم َكلمةٍ إلى أخرى على وجه يفيدُ الحكم بإحداهما على الأخرى ثبوتًا أو نفيًا هو الإسناد
(1)
تدريب: بيَّن الإسناد فيما تحته خط بذكر المحكوم به، والمحكوم عليه، والحالة التي أتى عليها الحكم ثبوتا أو نفيا. 1- السَّيْفُ أَصْدَقُ إنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ..ِفي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ 2- فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ….ليسَ الكَريمُ على القَنابِمُحَرَّمِ 3- الركنان الأساسيّان في قول الشاعر: ومن غدا لابساً ثوب النعيمبلا شكر فإنّ الله ينزعه أ- فإنّ الله. ..... ب- ثوب النعيم. .....جـ- لابسًا ثوب. .....د- الله ينزعه. 4- " إذا جاء نصر الله والفتح " المسند في الآية السّابقة: أ – نصر...... ب- إذا. ......جـ- جاء ........ د – الفتح.
5- "وبلغت القلوب الحناجر " المسند إليه في الآية السّابقة: أ - بلغ. ....ب- الضمير...... جـ – القلوب. .........د- الحناجر.
6- المسند في الجملة الاسميّة هو : أ- المبتدأ ......ب- الخبر ...... جـ-الصفة. .....د- الفاعل.
7- المسند إليه في قوله تعالى: "إنّ الله خبير بما تعمل" أ – إنّ . .....ب – الله. .....جـ – .....خبير. ......د – بما. ثانيا: عرفنا سابقًا أنَّ الإسناد يتكون من المحكوم عليه والمحكوم به، وقد أطلق البلاغيون على الأول (المُسند إليه) وعلى الثاني(المُسند) وهما ركنا الجملة في العربية، سواءً أكانت هذه الجملة اسمية أم فعلية، أم ما يجري مجراهما " تحول البنية في ركني الجملة" وما زاد على هذين الركنين في الجملة يسمى (قَيْدًا) ولنا أن نقول زيادة في التوضيح: أن المسند إليه هو المُخْبَرُ عنه، والمُسند هو المُخبّرُ به في الجملة. ففي قول الشاعر: مقالةُ السُّوء إلى أهلها .... أسرَعُ من مُنْحَدر سائلِ تجد أن المسند إليه (مقالة السوء) والمسند (أسرع) أما الجار والمجرور في الشطر الأول (إلى أهلها) وفي الشطر الثاني (من منحدر سائل) فهما قيد. نتبين مما سبق أن ركنيّ الجملة في العربية هما: أ- المسند إليه ب- المُسند وما زاد عليهما فهو قيد
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:30
الدرس الثاني (احوال المُسند والمُسند إليه) دورة علم المعاني
الدرس الثاني أحوال المسند والمسند إليه حتى نتبين أحوال المسند والمسند إليه دعونا ننظر في الأمثلة التالية: 1-قال تعالى :" اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ) الأنبياء: 1 2-قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) البقرة : 183 3-قال شوقي: العِلمُ بَنَّاءُ المَآ... ثِر والمَمالكِ مِنْ قديمِ كَسَروا بهِ نِيرَ الهوا...نِ وحَطَّموا ذُلَّ الشَّكيمِ 4-قال عمرو بن معديكربالزبيدي لَيْسَالجَمالُ بِمِئْزَرٍ، ... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَبُرْدَا إِنَّالجَمالَ مَعادِنٌ ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا 5- قال الشاعر: هي الدنيا تقول بملء فيها... حَذارِ حذارِ من بطشي وفتكي 6- قال الشاعر: يا قابلَ التوب غُفرانًا مآثمُ قد.... أسلَفْتُها أنا منها خائفٌ وَجِلُ
إننا نرى أنَّ المُخبر عنه وهو المسند إليه في الآية الأولى هو (حسابُهم) ووقع في الآية فاعلا، والمُخْبَر به وهو المسند (اقترب) قد وقع في الآية فعلا تامًا
كما نرى كذلك أن المسند إليه في الآية الثانية هو (الصيام) ووقع في الآية نائب فاعل، والمسند (كُتبَ) قد وقع في الآية فعلا تامًا.
أما في البيت الأول لشوقي نجد أن المسند إليه هو(العلم) وقع مبتدأ، والمسند (بنَّاء المآثر) وقع خبرا، وفي البيت الأول للزبيدي نجد أن المسند إليه هو (الجمال) وقع اسمًا لليس، وقد كان في الأصل مبتدأ قبل دخول ليس عليه، والمسند (بمئزر) وقع خبرا لليس، وكان في الأصل خبرا للمبتدأ قبل دخول ليس عليه. ولو تاملنا المثال الخامس، لوجدنا أن المسند هو (اسم الفعل - حذار) وأن المسند إليه هو الفاعل الضمير المستتر وتقديره (أنت)
ولو دققنا النظر في المثال السادس، لوجدنا أن المسند هو المصدر النائب عن فعله (غفرانًا) وأن المسند إليه هو الفاعل الضمير المستتر وتقديره (أنت)
نلخص للقول : من الأحوال التي يأتي عليها المسند إليه : الفاعل ونائب الفاعل، والمبتدأ ، وما كان أصله مبتدأ. من الأحوال التي يأتي عليها المُسند: الفعل التام، والخبر، وما كان أصله خبرا، كخبر كان وأخواتها واسم الفعل، والمصدر النائب عن فعل الأمر
اللهم وفقنا لما فيه الخير
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:31
تدريب على الدرس الثاني
عيِّن المُسند إليه والمسند في ما يأتي: قال تعالى: (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا) قوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) قال تعالى : "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد" قالتعالى : "وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" قال ابن مداد : العلم زين لمن أزرى به المال .... وحسن حال لمن ساءت بهالحال قال تعالى : "وكان الله عليماحكيما" قال الشاعر : قف دون رأيك في الحياة مجاهدا.... إن الحياة عقيدة وجهاد قال تعالى : "محمد رسول الله"
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:31
[b]عيِّن المُسند إليه والمسند في ما يأتي: قال تعالى: (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا) المسند:فعل المضارع تكلف المسندإليه:الفاعل نفس قوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) المسند:فعل مضارع يكلف المسندإليه: لفظ الجلالة الله قال تعالى : "وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد" المسند الفعل جاءت المسند إليه الفاعل المستتر تقديره هي
قالتعالى : "وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور" المسند : الفعل الماضي المبني للمجهول قضي المسندإليه: نائب الفاعل الأمر قال ابن مداد : العلم زين لمن أزرى به المال .... وحسن حال لمن ساءت بهالحال المسند: المبتدأ العلم الفعل أزري المسندإليه: الخبر زين الفاعل المال قال تعالى : "وكان الله عليماحكيما" المسند: كان الفعل الماضي الناقص المسندإليه:الفاعل لفظ الجلالة الله قال الشاعر : قف دون رأيك في الحياة مجاهدا.... إن الحياة عقيدة وجهاد المسندإليه: اسم إن الحياة المسند: خبر إن عقيدة وجهاد قال تعالى : "محمد رسول الله" المسندإليه : المبتدأ محمد المسند : الخبر رسول [/b]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:32
الدرس الثالث الخبرُ والإنشاء
الخبر من المعروفِ لدينا أنَّ الكلامَ يتكونُ من جملةٍ مفيدةٍ أو أكثر، وهذه الجملة تقسم إلى قسمين: إسمية وفعلية، وهذا التقسيمُ جاء من وُجهةِ نحويَّة. ولكن كيف يكونُ هذا التقسيم من وُجهة بلاغيَّة ؟ حتى نجيبَ عن هذا التَّساؤُل لننظر في قول أبي البقاء الرُّنديّ: لكُلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقصانُ .... فلا يُغَرُّ بطيبِ العَيْشِ إنسانُ الشاعر في الشطر الأول يُخبرنا أن الأشياءَ بعد تَمامها تَؤول إلى النقصان، ولكن ما موقفكَ أنتَ في ما أخبرنا به شاعرنا؟ أنكَ تقفُ من هذا الخبر أحدَ موقفين: الأول: تصديق هذا الخبر وإثباته بالأدلة المستندة إلى الواقع وهذه الحال تكون عند سماعنا الأخبار الآتية: تزدادُ أعدادُ الطلبة عامًا بعد عامٍ ضَربَ إعصارٌ قويٌّ جنوبَ أمريكا في الاتحادِ قُوةٌ فالكلام الذي يَصحُّ فيه احتمال الصدق أو الكذب، هو ما أَطلقَ عليه البلاغيون (الخَبَر) نتبين مما سبق أنَّ:
[size=21]الكلام الذي يحتمل الصدق أو الكذب هو (الخبر) وصدقه هو مطابقته للواقع، وكذبه هو عدم مطابقته للواقع
الإنشاء لو دققنا النظر في الأمثلة الآتية: لا تُؤجلْ عملَ اليومِ إلى الغَدِ أينَ تقعُ مكَّة؟ يا بنيَّ إنَّ الخلودَ إلى الكسلِ مَضيعةٌ للوقتِ لعلنا نلاحظ أن الكلام السابق لا يَصحُّ فيه الصدق أو الكذب، هو ما أطلق عليه البلاغيون (الإنشاء) ولو أعدنا النظر في الشطر الثاني من بيت الرنديّ، لوجدنا أن الشاعر يَنْهى الناس عن الانخداعِ بطيبِ العيْشِ والرُّكون إليه دون أخذ الحِيطةِ من اختلاف الأيام وتبدُّلها، فهو لا يخبرنا عن حصول شيء أو عدم حصوله، لكي نحكم عليه بالصدق أو الكذب، وكذلك الحال لو قلنا: قلِ الحقَّ ولو على نَفسك. نتبين مما سبق أن
الكلام الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب هو (الإنشاء) ويكون بالأمر والنهي والاستفهام والنداء والتمني
[/size]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:32
أمثلة على الإنشاء (1) الأمر: الأمر طلب الفعل بالقول على جهة الاستعلاء نعني بـــ (على جهة الاستعلاء) يخرج به طلب الفعل ممن لا يرى في نفسه علوا كالالتماس والدعاء، ومن أمثلته قوله -سبحانه-:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ" وقد يأتي الأمر بصيغ أخرى، مثل صيغة(لتفعل)، فعل مضارع مسبوق بلام الأمر، ومنه قوله -سبحانه ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) ومن صيغه أيضا الأمر الصريح بالأمر: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) فهذا خبر في الظاهر، لكنه في حقيقته أمر وطلب، وكذلك اسم فعل الأمر، وكذلك صيغة "عليك": يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ومنه قوله -سبحانه-: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (2) النهي: والمراد بالنهي: طلب ترك بالقول على جهة الاستعلاء. ومن أمثلته قوله -سبحانه-: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا هذا نهي، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ
(3) الإباحة: ومن أمثلته قوله -سبحانه-: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا هنا للتخيير والتسوية.
(4) النداء: يقول جميل : ألا يا عباد الله قوموا لتسمعوا خصومة معشوقين يختصمان (5) التعجب: كما هو على أحد القولين في تفسير قوله تعالى: فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : فيالك من ليل تقاصر طوله و ما كان ليلي قبل ذلك يقصر (6) التمني ألا ليت الشباب يعود يومًا .... فاخبره بما فعل المشيب (7) الاستفهام. والاستفهام في الأصل أنه إنشاء، لفظا ومعنى، ولكنه إذا كان استفهاما إنكاريا فإن حقيقته الخبر، مثل قوله -سبحانه-: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا هذا ظاهره الاستفهام، والمراد به النفي، أنه ليس له -سبحانه- مماثل.
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:33
ميِّز الجمل الإنشائية من الجمل الخبرية في الجمل الآتية (1) قال أبو إسْحاق الغَزِّيُّ "شاعر مجيد " :
لولا أبو الطَّيِّبِ الكنديُّ ما امْتَلأَتْ....مَسَامِعُ النَّاس مِنْ مَدْحِ ابْنِ حَمْدَان
(2) وقال أبو الطَّيّبِ : لا أَشْرِئِبُّ إلى ما لَمْ يَفُتْ طَمَعاً....ولاَ أَبِيتُ على ما فاتَ حَسْرَاناَ"اشرأب ." [size=21](3) وأَوْصى عبدُ الله بن ُّ عبَّاس رَجُلاً فقال : لاَ تَتَكلَّمْ بمَا لاَ يعْنِيك , وَدَعِ الكَلاَمَ في كَثيرٍ ممَّا يَعْنيك حَتَّى تَجِدَلَهُ مَوْضِعا ً. (4) وقال أبو العَتَاهِيَةِ إن البخِيلَ وإنْ أَفاََد غِنىً....لَتُرَى عَلَيْهِ مَخَايلُ الْفقْرأفاد.. (5) وقال بَعْضُ الحكماء لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ تَعَلَّمْ حُسْنَ الاستماعِ كما تتَعَلَّمَ حُسْنَ الحديث ..
(6) وقال أبو الطيب : لاَ تَلْقَ دَهْرَكَ إلا غَيْرَ مُكْتَرثٍ ما دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البَدَنُ"
[/size]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:33
ميِّز الجمل الإنشائية من الجمل الخبرية في الجمل الآتية (1) قال أبو إسْحاق الغَزِّيُّ "شاعر مجيد " : لولا أبو الطَّيِّبِ الكنديُّ ما امْتَلأَتْ....مَسَامِعُ النَّاس مِنْ مَدْحِ ابْنِ حَمْدَان جملة خبرية (2) وقال أبو الطَّيّبِ : لا أَشْرِئِبُّ إلى ما لَمْ يَفُتْ طَمَعاً....ولاَ أَبِيتُ على ما فاتَ حَسْرَاناَ"اشرأب ." جملة خبرية (3) وأَوْصى عبدُ الله بن ُّ عبَّاس رَجُلاً فقال : لاَ تَتَكلَّمْ بمَا لاَ يعْنِيك , وَدَعِ الكَلاَمَ في كَثيرٍ ممَّا يَعْنيك حَتَّى تَجِدَلَهُ مَوْضِعا ً. جملة إنشائية : نهي
(4) وقال أبو العَتَاهِيَةِ
إن البخِيلَ وإنْ أَفاََد غِنىً....لَتُرَى عَلَيْهِ مَخَايلُ الْفقْرأفاد.. جملة خبرية (5) وقال بَعْضُ الحكماء لاِبْنِهِ : يَا بُنَيَّ تَعَلَّمْ حُسْنَ الاستماعِ كما تتَعَلَّمَ حُسْنَ الحديث .. جملة إنشائية : نداء
(6) وقال أبو الطيب : لاَ تَلْقَ دَهْرَكَ إلا غَيْرَ مُكْتَرثٍ ما دَامَ يَصْحَبُ فِيهِ رُوحَكَ البَدَنُ" جملة إنشائية : نهي
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:33
الدرس الرابع أغراض الخبر ما من مُتكلم يُلقي إلى السامع خبرًا جُزافًا، فلا بدَّ أن يكون له غرضٌ من إلقاء هذا الخبر. لو نظرنا إلى معلم كيف يلقي لطلبته قاعدةً ما، ليس لهم بها عِلمٌ من قَبْل، فيفسرها، ويعرض للطالب أمثلة لتوضيحها، والطالب يعلم أن غرض معلمه من ذلك كله هو إفادته بما يجهله من تلك القاعدة، وما أشبه حال هذا المعلم بحال ابن مالك وهو يعلمنا في ألفيته الشهيرة التي مطلعها: كلامُنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم.... واسمٌ وفعلٌ ثمَّ حرفٌ الكَلِم فهو يفيد المخاطبين بأشياءَ لم يكونوا على عِلم بها، إذ يبين أن الكلام يجب أن يفيد معنى، ويضرب مثالا على ذلك، وهو لفظ (استقم) ثم يعدد أنواع الكلم: الاسم والفعل والحرف. وهذا النوع من الأخبار يكون الغرض من إلقائه هو (فائدة الخبر) .
نتبين مما سبق أن الغرض من إلقاء الخبر يكون (فائدة الخبر) إذا قصد المتكلم أن يعرّف المخاطب معلومات لم يتقدم له علم بها.
لكن ماذا لو قال ابن لأبيه: لقد أدَّبتني باللين والرِّفق لا بالقسوة والعقاب من المؤكد أن الغرض من إلقاء الخبر هنا قد تغير ولم يعد (فائدة الخبر) كما تقدم؛ لأن الأب حتمًا أعلم الناس بالكيفية التي ربَّى بها ابنه، والخبر هنا لم يُضِفْ إلى معرفته جديدًا، والسؤال الذي يبرزُ هنا هو: ما الغرض إذن من إلقاء الخبر في عبارة الابن؟ إن غرض الابن أن يُعْلم أباه أنه (الابن) عالم بما يتضمنه الكلام، وهنا يكون الغرض من إلقاء الخبر هو (لازم الفائدة) ويعني إفادة المخاطَب أن المتكلم عالم بالحُكْم.
نتبين مما سبق أن الغرض من إلقاء الخبر يكون (لازم الفائدة) إذا قَصَدَ المتكلم أن يُظهر للمخاطب أنه يعرف المعلومات التي تضمنتها الجملة الخبريَّة .
إن الغرضين اللذين ذكرناهما من أغراض إلقاء الخبر هما الغرضان الرئيسان، لكنَّ هناك أغراضًا أُخَر من إلقاء الخبر يمكننا أن نتعرفهما بتدبر سياق الحديث. دعونا ننظر الآن في قول المازني: إذا ما المَوتُ رَنَّقَ في جُفونـي....وبات بِكَـفِّه يـومًا زِمامي فما يغني خيالٌ من حبيبٍ.... يَزورُك بالتَّحيَّة والسَّلام فهو لم يرد من الخبر(فائدة الخبر) ولم يرد كذلك (لزوم الفائدة) إنَّما أراد إظهار تحسره على عدم فائدة زيارة الحبيب إذا حلَّ به الموت. ثم ننظر في قوله(صلى الله عليه وسلم): " المسلمُ مَنْ سلمَ الناسُ من لسانه ويده" فإنه لا يخفى أنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) إنما أراد أن يعظنا بالكفِّ عن إيذاء الآخرين قولا وفعلا، ويرشدنا إلى الحسن من القول والعمل. ولعلنا ندرك أن الغرض من إلقاء الخبر هو الفخر في قول أبي فراس الحمداني: ونحنُ أُناسٌ لا تَوسُّطَ بيننا ... لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر وندرك أيضا أن غرض الخبر هو المدح في قول شوقي مخاطبا الرسول (صلى الله عليه وسلم) : أخوكَ عيسى دعا ميتًا فقام له... وأنتَ أحييتَ أجيالا من الرِّمم ويظهر الاسترحام جليِّا في قوله تعالى على لسان يونس عليه السلام، وهو في بطن الحوت يناجي ربه: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
نتبين مما سبق: أن الخبر قد يخرج إلى أغراض كثيرة منها: التَّحسر، والوعظ، والإرشاد، والفخر، والمدح، والاسترحام.
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:34
أمثلة في بيان أغراض الأخبار (1) كان معاوية ( رضي الله عنه) حَسَنَ السياسة و التدبير , يحْلُمٌ في مواضع الحلم , ويشتد في مواضع الشدة . الغرض إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام
(2) تٌوفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثلاثٍ وعشرين من الهجرة . الغرض إفادة المخاطب الكم الذي تضمنه الكلام
(3) قال أبو فراس الحمداني : ومَكَارمي عددُ النجوم ومنزلي مأوى الكِرام و منزل الأضياف الغرض إظهار الفخر , فإن أبا فراس إنما يريد أن يفاخر بمكارمه و شمائله .
(4) قال أبو الطيب : وَمَا كلُّ هاو للجَمِيل بفَاعِل وَلا كُلُّ فَعَّالٍ له بمتممِ الغرض إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام ؛ فإن أبا الطيب يريد أن يبين لسامعيه
(5) قال أيضاً يرثي أخت سيف الدولة : غَدَرتَ يا مَوتُ كم أَفنيت من عددٍ بمن أصَبْتَ وكم أَسكتِّ من لجب "اللجب الغرض إظهار الأسى والحزن
(6) قال أبو العتاهية يَرثي ولده عليَّا : بكيتك يا علي بدمع عيني فما أغنى البكاءُ عليك شيا وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا الغرض إظهار الحزن و التحسر على فقد ولده .
(7) إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سنعي إلى ترجمان الغرض إظهار الضعف و العجز
(8) قال أبو العلاء المعري : ولى منطقٌ لم يرض لي كنه منزلي على أنني بين السْاكين نازل "السما الغرض الافتخار بالعقل و اللسان
(9) قال إبراهيم بن المهدي يخاطب المأمون : أتيت جرماً شنيعاً وأنت للعفو أهل فإن عفوت فمن وإنْ قتلت فعدلُ
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:34
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:34
لم أنل من مِنى مُنى النفسِ حتى***خفت بالخيف أن تكونَ وفاتي إظهار الأسى والحزن يا هجر كف عن الهوى ودع الهوى ... للعاشقين يطيب يا هجرُ الوعظ تعجبتْ دُرُّ من شَيبي فقلتُ لها ... لا تَعجبي قد يَلوحُ الفجرُ في السدَفِ وزادَهَا عَجَباً أنْ رُحتُ في سَمَلٍ ... وما دَرَتْ دُرُّ أن الدّرَّ في الصَّدفِ الفخر
وعيرني الأعداء والعيـب فيهـموليس بعـار أن يقـال ضريـر
إذا أبصر المرء المروءة والتقـىفإن عمي العينيـن ليـس يضيـر
رأيت العمي أجراً وذخراً وعصمةوإني إلى تلك الثلاث فقير
و الله ما في الوجود شيء **** تأسـى علـــــى فقده العيون التمنى
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:35
الأغراض البلاغية الأخرى التي يخرج إليها الخبر
يخرج الخبر عن غرضه الأصلي إلى أغراض بلاغية أخرى تفهم منسياق الكلام ، أشهرها الفخر:
أنا القائد الحامي الذمار وإنما....يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
إنّ الرسول لنور يستضاءبه....مهند من سيوف الله مسلول
التحسر :
ذهب الذين يعاش في أكنافهم....وبقيت في خَلْف كجلد الأجرب
الاسترحام والاستعطاف:
رب إني لا أستطيع اصطبارا....فاعف عني يا من يقيل العثارا
الوعظ والإرشاد: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " المُسْلِمُ مِنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لسانه ويده" وقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): " البرّ حسن الخلق"
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:35
يا هجر كف عن الهوى ودع الهوى ... للعاشقين يطيب يا هجرُ التمني تعجبتْ دُرُّ من شَيبي فقلتُ لها ... لا تَعجبي قد يَلوحُ الفجرُ في السدَفِ وزادَهَا عَجَباً أنْ رُحتُ في سَمَلٍ ... وما دَرَتْ دُرُّ أن الدّرَّ في الصَّدفِ تعجب
و الله ما في الوجود شيء **** تأسـى علـــــى فقده العيون الشوق
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:36
[size=21]الدرس الخامس (أَضْرُب الخبر)
[/size]
من درسٍ سابقٍ تعرفنا إلى أنه لا بُدَّ للمتكلم مراعاة الحال التي يكون عليها المخاطَب، فإذا أرادَ متكلمٌ أن يلقيَ خبرًا عليه أن يتوخَّى في خبره ما يناسبُ الحال التي يكون عليها المخاطَب، ليتحققَ له ما يهدف إليه من خَبِره على أتمِّ وجه، وهذا ما يدفعنا لتحديد أمرين : الأول: الحال التي يكون عليها المخاطَب. الثاني: الطريقة التي يلقى بها الخبر بما يناسب تلك الحال. وهذان الأمران يجب أن يكونا محور اهتمامنا إن هممنا بإلقاء خبر ما من الأخبار إلى مَنْ نخاطب. فمثلا إذا عرفنا أن مَن نخاطبه (خالي الذهن) بمعنى أن يكون مهيئا لتصديق الخبر لكونه ليس لديه علم مُسبق به، فعلينا أن نلقي له الخبردون حاجة إلى توكيده. لو قلنا: درجات الحرارة هذا اليوم فوق المعدل الطبيعي نلحظ أن الخبر لم يَرِد فيه أيًا من المؤكدات، لأنه يقدر أن المخاطب خالي الذهن من الخبر، وليس هناك ما يدفعه لإنكاره، أو حتى التردد في تصديقه. وهذا الضرب يسمَّى (ابتدائيًا)
لكن إذا عرفنا أن المخاطَب (متردد) في تصديق الخبر، يتحتم علينا إزالة تردده بأن نُلقي عليه الخبر مؤكدًا بمؤكد واحد، انظر في قول النبي (صلى الله عليه وسلم ) " إنَّ الله لا يقدِّس أمةً لا يأخذُ الضعيف فيها حقَّه" النبي يخبرنا بذهاب القدسية والمهابة عن أمة يضيع فيها حق الضعيف، مزيلا عن المخاطبين أي تردد قد يعتريهم في قبول الخبر بتأكيده بمؤكد واحد هو (إنَّ) ويسمَّى هذا الضرب من الخبر (طلبيًا)
ولكن لو عرفنا أنَّ من نخاطبه (منكر) للخبر، فمن البَدهيّ أن نؤكد الخبر بمؤكدين أو أكثر تدبر قول الله تعالى : " أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" فالله تعالى يصف من هُمْ في صف الإيمان والهدى بالفلاح، ويؤكد ذلك بمؤكدين هما (حرف التنبيه ألا و إنَّ) ليزيل الإنكار من نفوس المنكرين، ويسمى هذا الضرب من الخبر (إنكاريًا)
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:36
الضرب الابتدائي: قال محمد (صلعم): أدَّبني ربِّي فأحسنَ تأديبي. ردًا على سؤال أبي بكر : ما رأيتُ أفصحَ منك فمــن أدبك؟.
الضرب الطلبي : ومنه قوله تعالى : " وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ "الواقعة 10 الضرب الإنكاري: ومنه: أما إن الحق يعلو ولا يعلى عليه ملاحظة: الطلب والإنكار قضيتان متخيلتان ولا علاقة لها بالأغراض الأدبية.
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:36
[center]مادة إثراثية لتوضيح أضرب الخبر
الحال الأولى: وهي ما كان المخاطب خالي الذهن، يساق إليه الخبر عطلاً من المؤكدات لماذا؟ لأنه لا داعي للتوكيد، فالتوكيد أو الزيادة في الكلام يعد فضلة لا داعي لها، إنما يزاد الكلام -سواءً بحرف أو حرفين أو بأكثر- لغرض بلاغي، إذن كلام العرب ليس عبثًا، فهم عندما يتكلمون، يبنون كلامًا على الدقة والذوق والحذق، فعندما يُخاطب المخاطب وهو خالي الذهن من الخبر يساق له الكلام مجردًا من المؤكدات، مثلاً: طالب اختبر عندك وتسوق له خبر نجاحه، لا يخلو إما أن يكون ذهنه خاليًا من خبر النجاح، فعندما تسوق له الخبر تقول: نجحت، أو: أنت ناجح، لكن لو سقت له قلت له مباشرة: والله إنك لناجح، قال: أنت مجنون أوَمَا أدري؟ أنا ما طلبت منك التأكيد، ولا ثمة داع لهذا القسم كله. إنما تقول: أنت ناجح، فهو خالي الذهن، فأقررت في ذهنه الفائدة بأقصر لفظ، وهي خبر النجاح، ولهذا يسمى هذا الخبر أو هذه الحالة حال الابتداء الخبر ابتدائي، لماذا؟ لأنه لا يزاد فيه أكثر من هذا.
الحالة الثانية : نفس الطالب نأتي لمرحلة ثانية هو أن يكون مترددًا متشككًا في نجاحه، يعني إذا قلت له: أنت ناجح، قال: لا يا أخي الكريم، أنا في مادة البلاغة أو النحو أو الإنجليزي عندي بعض الإشكالات وبعض الأخطاء، أنا متخوف، قلبي متردد، تقول: إنك ناجح، لماذا زدت؟ لم تقل: أنت ناجح، بل قلت: إنك ناجح فأكدت بـ"إن" و"إن" عند العرب بمثابة تكرير الكلام مرتين، في قوة تكرير الكلام مرتين، فعندما تقول: زيد ناجح، زيد ناجح، تأتي بـ"إن" وتستغني هذا التكرير، تقول: إن زيدا ناجح، فهي في قوة تكرير الكلام، فتقول: إنك ناجح، لماذا قلت هذا؟ لأنه كان مترددًا متشككًا في خبره نجاحه، فأتيت بهذا وأزلت بهذا التوكيد ذلك الشك وذلك التردد، فقلت: إنك ناجح، إذن هذا يسمى خبرًا طلبيًا؛ لأن ذهن المخاطب أو حال المخاطب تتطلب التوكيد لإزالة الشك.
الحالة الثالثة: وهي حالة المنكر، ما ينفع مع إنسان تقول: خرج من اختباره مثلاً وقد ما حل إلا نصف الأسئلة أو أقل أو كذا وهو شبه متأكد أنه راسب، فلو قلت له: إنك ناجح، قال قول سلفه، ليس عندك شيء ولا عندك خبر من هذا أبدًا، أنا شبه متيقن أنني مخفق في هذه المادة، فتأتي له بعدة مؤكدات لتزيل الإنكار وتمسحه من ذهنه، فتقول: والله إنك لناجح، أتينا بالقسم وبـ"إن" وباللام الواقعة في خبر "إن" والجملة الاسمية عند البلغاء -وعند النحاة أيضًا- هي في صورة التوكيد، تعتبر مؤكدًا رابعًا، والله إنك لناجح، لماذا فعلت هذا؟ للحالة التي وجدت مخاطبك عليها أنه شبه متيقن أنه مخطئ أو راسب في هذه المادة.
[/center]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:37
الدرس السادس (خروج الخبر عن مقتضى الظاهر) إنَّ مجيء الخبر خاليا من المُؤكدات، أو مؤكدًا بمؤكد واحد، أو أكثر، وَفقا لحال المخاطب الذي يكون خالي الذهن، أو مترددًا، أو منكرًا، هو أمر يقتضيه ما يظهر لنا من حال المخاطب، إلا أنَّ هناك اعتباراتٍ قد تحملنا إلى مخالفة ظاهر حال المخاطَب، فقد ينزل المخاطب المنكِر منزلة غير المنكِر، كقوله تعالى مخاطبًا من ينكر ألوهيَّته:: " وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " البقرة : 163 والظاهر يقتضي أن يكون الخبر مؤكدًا بمؤكدين أو أكثر، لأن المخاطبين منكرون للوحدانية إلا أن الخبر هنا جاء خاليا من المؤكدات، باعتبار أن هناك من الدلائل ما يغني عن تأكيد الوحدانية. وفي قوله تعالى: " ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ" المؤمنون: 15 جاء الخبر مؤكدا بمؤكدين هما: (إنَّ) و (اللام) والظاهر يقتضي أن يكون الخبر خاليا من أدوات التوكيد، فما من أحد ينكر حقيقة الموت، وإنزال غير المنكِر هنا منزلة المنكِر، باعتبار أن غفلة الناس عن الموت يظهرهم كأنهم منكرون له. وفي قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" الحج: أنزل المخاطَب خالي الذهن منزلة السائل المتردد، فالظاهر 1 يقتضي أن يكون الخبر خاليا من أدوات التوكيد؛ لأن المخاطب خالي الذهن من الحكم (إن زلزلة الساعة شيء عظيم) لكن تقدم في الكلام ما يشعر بنوع الحكم (يا أيها الناس اتقوا ربكم) مما جعل المخاطَب متطلعًا إلى الحكم ظاهرا بصورة السائل المتردد؛ فجاء الخبر مؤكدا بمؤكد واحد هو (إنَّ) نتبين مما سبق أن الخبر يجري على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات هي:
1- وجود دلائل وشواهد كافية لرد المنكِر عن إنكاره فيجعل كغير المنكِر. 2- ظهور علامات الإنكار على غير المنكِر فيُجعل كغير المنكر 3- وجود ما يشير في سياق الكلام بحكم الخبر فينزل خالي الذهن منزلة السائل المتردد.
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:37
وهذه أمثلة محلولة على الدرس السابق: (1) قال تعالى: {وَلا تخاطبني في الذينَ ظَلَموا إنهُمْ مُغْرَقُون}.
في هذه الآية نجد المخاطب خالي الذهن من الحكم الخاص بالظالمين، وكان مقتضى الظاهر على هذا أن يُلْقَى إليه الخبر غير مؤكدٍ، لكن الآية الشريفة جاءت بالتوكيد، فما سبب خروجها عن مقتضى الظاهر؟ السبب أن الله سبحانه لما نهى نوحاً عن مخاطبته في شان مخالفيه دفعه ذلك إلى التطلع إلى ما سيصيبهم فنزل لذلك منزلة السائل المتردد؟ أحُكِمَ عليهم بالإغراق أم لا؟ فأجيب بقوله: {إنهم مغرقون}.
(2) قال تعالى: {وَمَا أبرئ نفسي إنَ النَّفْس لأمَّارةٌ بالسُّوء}.
المخاطب في هذه الآية خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه قوله تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء} غير أن هذا الحكم لما كان مسبوقاً بجملة أخرى و هي قوله تعالى: {و ما أبري نفسي } و هي تشير إلى أن النفس محكوم عليها بشي غير محبوب أصبح المخاطب مستشرفا متطلعاً إلى نوع هذا الحكم، فنزل من أجل ذلك منزلة الطالب المتردد و ألقي إليه الخبر مؤكدًا.
(3) وقال حَجَل بن نضلة القيسي: جاء شَقِيقٌ عارضاً رُمْحَه.... إنَّ بَنى عَمِّكَ فِيهمْ رِمَاح * في قول حَجَل بن نضله فإن شقيقاً لا ينكر رماح بنى عمه، ولكن مجيئَه عارضاً رمحه من غير تهيؤ للقتال ولا استعدادٍ له، دليل على عدم اكتراثه. و على أنه يعتقد أن بنى عمه عُزْل لا سلاحَ معهم، فلذلك انْزل منزلةَ المنكرين أكد له الخبر وخوطب خطاب المنكر، فقيل له: "إِن بنى عمك فيهم رماح ".
(4) الجهل ضار: (تقوله لمن يُنكر ضرر الجهل) في هذا المثال: فإن لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأَمله لارتدعَ عن إِنكاره، ولذلك ألقي إليه الخبر خالياً من التوكيد.
ـــ * شقيق : هو أحد بني عمرو بن عبد قيس بن معن و عارضا رمحه أي جاعلا رمحه و هو راكب على فخذيه بحيث يكون عرض الرمح في جهة العدو و ذلك ادلالا بشجاعته و استخفافا بمن يقابلهم حتى كأنه يعتقد أنهم لا سلاح عندهم.
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:37
[center]تدريب: بين وجه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر فيما يأتي إنَّ برَّ الْوَالدَيْن لـواجبٌ (تقوله لمن لا يطِيع والديه).
حق الجملة أن تأتي غير مؤكدة لوضوح أمر وجوب طاعة الوالدين عند جميع الأبناء، ولكن عندما ظهر من الابن أمارات ودلائل الإنكار لهذا الواجب بأفعاله وتعامله أُنزِل منزلة المنكر فجاءت الجملة مؤكدة بمؤكدين وهما: " إن - لام الابتداء "
وجزاك الله خيرًا يا أستاذنا البلاغي.
[/center]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:38
إِن الله لمُطلِّع على أفعال العباد (تقوله لمن يظلم الناس بغير حق). الظاهر هنا يقتضي إلقاء الخبر غير مؤكد أَيضاً، لأَن المخاطب لا يُنكِرُ الحكم ولا يترددُ فيه ولكنه نزَل منزلة المنكر، وألقى إليه الخبر مؤكدًا لظهور إمارات الإِنكار عليه وهى ظلمه العباد بغير حق. الله موجود(تقول ذلك لمن ينكر وجود الإله) [size=21]الظاهر هنا يقتضي التوكيد لأَن المخاطب يَجْحد وجود الله، ولكن لمَا كان بين يديه من الدلائل والشواهد ما لو تأمله لارتدع عن الإِنكار، جعل كغير المنكر. ألقى إليه خالياً من التوكيد جرياً على خلاف مقتضى الظاهر. [/size]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:38
الإنشاء الطلبي وغير الطلبي باستقراء أمثلة الإنشاء نجد أنه يقع بين نوعين: الأول: يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب كقوله تعالى (آمرًا): (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)البقرة(110)
ونحو قوله (صلى الله عليه وسلم) (ناهيًا) لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ
وكما يبدو في قول طالب لمعلمه (سائلا): كم يبلغ طول نهر النيل ؟
وفي قول أبي فراس الحمْداني وهو يخاطب سيف الدولة (متمنيًا) فليتك تـحلو والحياةُ مريرةٌ….وليتك تـرضى والأنامُغضاب
وأخيرا في قول شوقي (مناديًا): يا ربِّ صلِّ وسلمْ ما أردت على .... نزيلِ عرشكَ خيرِِ الرُّسل كلهمِ
وهذا النوع من الإنشاء في كل ما مر معنا من أمثلة هو " الإنشاء الطلبي"
[b]نتبين مما سبق أنَّ: [/b] [b]1- الإنشاء الذي يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب يسمَّى (الإنشاء الطلبي)[/b] [b]2- الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء هي اشهر طرق الإنشاء الطلبي[/b]
أمَّا النوع الثاني من الإنشاء فلا يستدعي مطلوبا كما في قوله تعالى (مادحًا )سليمان عليه السلام: "نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ" (ص: 30)
وكما يبدو في قول عبد الله بن طاهر (مقسمًا): لعمرك ما بالعقل يكتسب الغنى .... ولا باكتساب المال يكتسب العقل
وفي قول آخر (راجيًا) قرب الفرج: عسى أن يكون الفرج قريبًا
[b]نتبين مما سبق ما يلي: [/b] [b]1- الإنشاء الذي لا يستدعي مطلوبًا، يسمى الإنشاء غير الطلبي[/b] [b]2- التعجب، والمدح، والذم، والقسم، والرجاء، من طرق الإنشاء غير الطلبي [/b]
IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
موضوع: رد: عــلـــم الـمـعـــانـــي الأحد 28 أغسطس 2011 - 17:38
الدرس الثامن (الأمر) دورة علم المعاني
الإنشاءُ الطَّلبيُّ الأمر الأمرُ كما عرفنا طريقة من طُرقِ الإنشاء الطلبي، ويُطلَبُ به حصول شيء لم يكنْ حاصلاً وقتَ الطلبِ، وما يهمُّنا هنا هو أن نتوصلَ إلى الإجابة عن أسئلةٍ ثلاثةٍ، وسوف نجعلُها مِحورَ اهتمامنا، ونحنُ نغوصُ في هذا البحر وهي: -ما صِيغُ الأمر؟ - ما المعنى الحقيقيُّ للأمر؟ -ما المعاني البلاغيَّة التي يخرجُ إليها الأمر؟ إن أكثرَ صيغِ الأمر شيوعًا هي صيغةُ (فعلُ الأمر) من مثلِ قوله تعالى: " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ" إلا أنَّ هناك صيغًا أخرى، كصيغةِ (المضارع المقرون بلام الأمر) نحو قوله تعالى: " لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ" وصيغةِ (اسم فعل الأمر) نحو قوله تعالى : " عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ" وصيغةِ (المصدر النائب عن فعل الأمر) نحو قوله تعالى: " وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" وبذا نكونُ قد أجبنا عن سؤالنا الأول
نتبين مما سبق أن فعل الأمر، والمضارع المقرون بلام الأمر، اسم فعل الأمر، والمصدر النائب عن فعل الأمر، هي الصيغ الأربع التي يجيء عليها الأمر.