4 يناير 2012:كووورة : عدنان النمكي
قبل
أن يقتسم الهلال والشباب نقاط اللقاء الذي جمع بينهما هذا المساء في درة
الملاعب السعودية ، وقبل أن يظن أحدهما أنه خسر بالتعادل في صراعهما على
صدارة ترتيب فرق دوري المحترفين .. كسب كلاهما احترام عشاق "المجنونة"الكرة
الجميلة الناعمة ، ومحبي المهارات الفنية ، ومدمني مشاهدة الفرص الضائعة
بفضل التسرع .. ليبقى الهلال في صدارة ترتيب دوري المحترفين برصيد 31 نقطة،
ويظل الشباب في الوصافة بفارق نقطة واحدة في الأسبوع الخامس عشر للمسابقة.
فبالرغم من الأجواء الباردة التي تسود أجواء مدينة الرياض، إلا أن استاد
الملك فهد شهد أجواءً ملتهبة ، مصدرها أنفاس الجماهير التي زحفت نحو " درة
الملاعب " لمؤازرة متصدر ووصيف ترتيب الدوري السعودي الهلال والشباب .. ومع
اطلاق الحكم البرتغالي دوراتي جوميز صافرته معلناً بداية لقاء
السحاب، أعلن الفريقين مبكراً عن خوضهما لشوط أول مفتوح بهدف خطف المبادرة
التهديفية التي قد تكون كفيلة باستقرار الفائز على قمة الدوري .
مدرب الفريق الهلالي توماس دول كان الأكثر جورئة عندما أعلن مبكراً عن جبهة
الغزو والدفاع الاستباقي لفريقه والتي قادها من القاعدة الدفاعية قلب
الدفاع ماجد المرشدي ، وأمامه الظهير الأيسر سلمان الفرج ، وعلى الجانب
التفعيلي عبدالعزيز الدوسري .. هذا الخيار الهلالي له هدف دفاعي مبكر من
خلال الضغط على أقوى الجبهات الخاطفة في الشباب والتي يقودها ناحية اليمين
حسن معاذ بمساندة فرناندو أو إبراهيما ياتارا .
عشر دقائق كاملة استطاع خلالها الفريق الهلالي تسجيل أعلى درجات الانسجام
والتركيز ، حتى أن البعض ظن أن زعيك الكرة السعودية يمارس هوايته في الضغط
على منافسه "بالموج الأزورق " عبر الهجمات المتنوعة بالتمريرات القصيرة
والتسلسل من الخلف للأمام ، مستنداً على قاعدة دفاعية من وسط الملعب يقودها
عادل هرماش باقتدار .
ما أعاب السيطرة الهلالية التي امتدت لربع ساعة كاملة هو عدم اقترانها
بأنياب هجومية حادة بسبب بطء الاختراق والتمرير داخل الصندوق الشبابي
للمهاجمين العربي والكوري يونج سو .
على الجانب الأخر، استطاع الشباب بتواضع كبير أن يحترم الاندفاع والسيطرة
الهلالية، وانكمش الفريق لتنفيذ دفاع المنطقة مع الاعتماد على سرعة
ابراهيما ياتارا في تفعيل الهجمة المرتدة ، وكانت الدقيقة العاشرة مناسبة
للإعلان عن فاعلية النهج الشبابي ، عندما انفرد ياتارا متسللاً ، لينبه
الهلاليين بأن هناك قدرة على الوصول إلى شباك الحارس الهلالي حسن العتيبي
في أي من المحاولات الخاطفة.
جاءت الدقيقة ال15 لتعلن عن انقلاب في سير اللقاء، عندما مرر جباروف كرة
عرضية حولها المهاجم ناصر الشمراني برأسه لياتارا الذي سدد مباشرة بين
أحضان العتيبي.. لكنتلك الكرة جعلت الزعيم يغير من تكتيكه عندما أعاد ماجد
المرشدي من الناحية اليسرى ، لينضم في العمق مع اسامة هوساوي لمراقبة ناصر
الشمراني وياتارا ، ما ألزم تقهقر الفرج ، الأمر الذي فتح الطريق أمام
الشباب ليكون جبهة هجومية قادها من الخلف حسن معاذ الذي تحرر من الضغط
الهلالي، وأمامه ابراهيما ياتارا الخطير وصاحب العرضيات المتقنة .
امتلك الشباب زمام الأمور، وتراجع الهلال للخلف وتوالت الهجمات الفرص
الشبابية التي تناوب عليها الشمراني وجباروف وياتارا الذي تميز بالكرات
العرضية اللولبية التي أربكت دفاع الهلال وحارسه العتيبي حتى انتهى الشوط
الأول بعد أن قدم فيه كلا الفريقين ما لديهم من أفكار كروية هدفها تحقيق
الفوز ، لكن دون جدوى.
جاءت بدايات الشوط الثاني على عكس ما جاء عليه الأول ، فبادر الشباب
بالضغط، واستجاب الهلال وتراجع لاعبيه فظهرت خطورة تحركات الشمراني وعرضيات
ياتارا واختراقات جباروف بمساندة فرناندو فنجادو ومن خافهم الأسطو ومعاذ .
لم يكن بامكان مدرب الهلال دول أن ينتظر كثيراً على الزحف الشبابي على مرمى
فريقه، فدفع بعيسى المحياني بدلاً من يونج سو "المصاب" كمهاجم ثاني مع
العربي، ثم بنواف العابد بدلاً من أحمد الفريدي لتنشيط الشق الهجومي وحقنه
بعنصر السرعة في الأداء الحركي المتحول من الدفاع للهجوم .. ومع دخول الشوط
لمنتصفه، أعلن الهلال عن قدرته في خطف هدف السبق، وعلى الجانب الأخر كثف
ميشيل بوردوم مدرب الشباب من نهجه الهجومي عندما حول طريقة اللعب من 4- 4 2
إلى 4-3-3 بالدفع بفنجادو كمهاجم " يسار"، وياتارا " يمين" والشمراني في
القلب ومن خلفه حباروف ، وأوقف انطلاقات المدافعين معاذ والأسطى للتركيز
الدفاعي في وسط الملعب .
في الوقت الذي بدأ فيه الشلهوب يعود مرة أخرى كعنصر فعال في الجسد الهلالي
وضغط العابد والدوسري على قلبي دفاع الشباب عبدربه والبرازيلي تفاريس ..
استطاع المحياني أن يقترب من الحارس وليد عبدالله ويسدد أكثر من محاولة
أنقذ أحدها وليد ببراعة عند الدقيقة 69 ، ليرد عليه جباروف بانفراد
بالعتيبي أطاح بها إلى خارج المرمى قبل أن يكشر الشباب عن أنيابه ويحاول
خطف نقاط اللقاء من دقائقة الخمسة الأخيرة، إلا أن التسلل تارة والتسرع
تارة أخرى، حرما الشباب من الفوز ، واحتفطا بصدارة الترتيب للهلال المتطور
هجوماً ودفاعاً ، ليقتسما الفريقين نقاط المباراة بالتعادل السلبي العادل .