IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: العراق الجديد.. وفضائحه الدموية الخميس 11 نوفمبر 2010 - 12:28 | |
| عبد الباري عطوان
لانحتاج الى وثائق، جديدة او قديمة، لكي نعرف حجم الدمار الذي لحق بالعراق،من جراء حرب ظالمة، غير اخلاقية، علاوة على كونها غير قانونية.. لا نحتاجالى تسريبات موقع 'ويكيليكس' لكي يقول لنا ان هناك فرق اغتيالات.. واقبيةتعذيب.. ونهب المال العام.. واخفاء الارقام الحقيقية حول اعداد الضحاياالابرياء. جميع هذه الحقائق نعرفها، وما هو اكثر منها، مثلما يعرفها كلمواطن عراقي، ولكن الجديد ان هؤلاء 'الاطهار' الذين مارسوا كل هذهالموبقات، وتفننوا في تعذيب الابرياء وسحلهم في عراقهم الجديد، لايستطيعون ان يشهروا سيف الارهاب الذي مارسوه بفاعلية طوال السنواتالماضية، باتهامنا، وكل من عارض حربهم الامريكية، بمساندة المقابرالجماعية، وحكم 'الطاغية'. لم نؤيد الديكتاتورية يوما، وانتصرنا دائما،وسنظل ننتصر، للحريات الديمقراطية وحقوق الانسان، وعندما عارضنا الحربالامريكية الفاجرة على العراق في هذه الصحيفة، وقبلها الحصار الدموي الذيازهق ارواح مئات الآلاف من الاطفال وذويهم، لم نملك بلورة سحرية لقراءةالغيب، ولم نكن نضرب بالرمل، فقد كنا نعرف مثل عشرات الملايين الذينتظاهروا في عواصم العالم، ان هذه الحرب ظالمة، تستهدف تمزيق بلد آمن مستقرمحاصر، وتقطيع اوصاله، وكسر شوكة شعبه العزيز الكريم، وتدمير نسيجهالاجتماعي، واغراقه في حروب مذهبية، وطائفية، وعرقية، وتحويله الى دولةفاشلة فاسدة، يتدخل الجميع في شؤونها. المؤامرة لم تكن على العراقوحده، وانما على امة من خلاله، لتعميق الخلل الاستراتيجي لصالح اطراف غيرعربية، ولاسرائيل على وجه الخصوص، حتى تظل هذه الامة ذليلة، فاقدة كلجينات العزة والكرامة، مستسلمة لمحاولات النهش التي تستهدف اراضيهاوثرواتها من مختلف الاتجاهات. الآن يأتون الينا بالوثائق 'الهامشية'،لتأكيد ما هو مؤكد، تحت عنوان اظهار الحقائق، ووضع النقاط على الحروف،والقول بان عمليات اعدام لابرياء وقعت امام حواجز الجيش الامريكي دون داع،وان مدنيين قتلوا بعد استسلامهم، واطفالاً تيتموا لان والدهم لم يتوقف علىبعد مسافة كافية من نقاط التفتيش، او معتقلين تعرضوا للصعق الكهربائي فياجزاء حساسة من اجسادهم، وآخرين جرى حرقهم بالاسيد في مراكز اعتقال سريةوعلنية.. كلها حقائق بائسة مؤلمة معروفة ولكن ماذا بعد؟ هل ستعيد هذهالوثائق الآباء الشهداء الى اطفالهم اليتامى، وهل سيعود الازواج الىاراملهم الثكالى، او العلماء الافاضل الى معاملهم للمساهمة في اعلاء شأنعراقهم العظيم وامتلاكه اسباب القوة.. هل.. وهل.. اسئلة كثيرة نطرحهاونعرف اجاباتها مسبقا. نحن في انتظار الوثائق الحقيقية التي نعلم انهاموجودة، وتكشف لنا عمق المؤامرة، وجميع المتورطين فيها من العراقيينوالعرب.. وثائق تؤكد لنا الصلة بين حرب تدمير العراق واسرائيل، وبتحريض منالصهيونية العالمية ورجالاتها في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانياواوروبا.. هذه الوثائق قد لا نراها، قريبا او بعيدا، على موقع ويكيليكس اوغيره. بل قد لا نراها ابدا، لان اسرائيل بقرة مقدسة ممنوع المس بها اوبأتباعها. فمنذ ان اصدر البروفسور برنارد لويس المؤرخ اليهودي الابرز'فتواه' التي تقول بان العراق دولة مصطنعة مفبركة، ومنذ ان خرج عليناجوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي الحالي باخرى تطالب بتقسيم العراق علىاسس طائفية وعرقية، ادركنا ان المؤامرة قادمة، وان الامة مستهدفة، فقررناالوقوف في الخندق الآخر، خندق الامة في مواجهة هذا المخطط الجهنمي وكلالمتواطئين معه، ونالنا من اجل ذلك الكثير. احد الذين مارسوا التضليلالاعلامي، وسقط في المصيدة الامريكية، وتفنن في تشويه صورة كل المعارضينللحرب عبر احدى الشاشات الطائفية الحاقدة التي كان يعمل فيها، سألنا فيأحد الايام، وبعد ان زالت الغشاوة عن عينيه بعد زيارة لبلده المدمر، اوهكذا قال، كيف حسبتموها صحاً؟ فكل شيء توقعتموه حصل بالفعل: الدمار،القتل، التمزيق، القتل على الهوية، نهب المليارات؟ لم نحسبها صحا اوخطأ، وانما اهتدينا ببوصلة العقل والمنطق والوطنية الحقة، وسرنا خلف حدسناالعربي الاسلامي الذي قال، ويقول لنا، ان امريكا لا يمكن ان تقف في خندقالحق عندما يكون صاحبه عربيا او مسلما، ولا تخوض حروبها ضد المسلمين الالنصرة اسرائيل. هناك انتقائية متعمدة في نشر هذه الوثائق.. نعم.. هناكتوقيت تم اختياره بعناية لتسريبها.. امر مؤكد.. هناك محاولة تسييس متعمدةلتحقيق اهداف معينة بتجريم اطراف لصالح اخرى.. لا خلاف على ذلك مطلقا.فالوثائق امريكية، ومن سربها امريكي، ولا بد ان هناك غرضاً ما من وراء كلذلك الى جانب نشر الحقيقة. فإيران مستهدفة، والسيد نور المالكي ابرزالاهداف يعتبر رجلها القوي، تربى في حضنها، ورضع من ثديها، واتخذ منهامقرا وراعيا عندما كان احد زعماء حزب الدعوة. امريكا كانت تعرف انرجالات ايران هم عماد المعارضة التي مولتها وتعاملت معها للاطاحة بالنظامالسابق، واعتقدت انها تستطيع توظيفهم لخدمة مصالحها، ولكن الطبع يغلبالتطبع، وجاءت النتائج عكسية تماما، وصبت كل الجهود الامريكية في خدمةايران.. لقد نجحت ايران في خداع امريكا وحلفائها العرب، وجنت النتائج كلهادون ان تطلق رصاصة او تخسر ريالا واحدا فهنيئا لها. عندما يختلف اللصوصتظهر السرقات، وتتكشف معالم الجريمة، والمتورطون فيها، الواحد تلو الآخر،ومن الخطأ التعاطف مع اي من هؤلاء الذين ولغوا في الدم العراقي، اوالانحياز الى طرف ضد الآخر.. جميعهم كانوا فاعلين في مخطط تدمير بلادهملاسباب طائفية او عرقية او مصلحية ذاتية، واعمتهم احقادهم وثاراتهموتعطشهم لسفك الدماء عن رؤية مصلحة البلاد العليا. فاذا كان السيد نوريالمالكي هو المستهدف من قبل 'اعمامه' الامريكيين.. فليكن.. فحكومتهمتورطة، وما زالت، في عمليات التعذيب والقتل، وضحاياها ليس فقط من ابناءالطائفة السنية، بل والشيعية ايضا، ومجازرها في مدينة الصدر واضحة للعيان. واذاكان هذا التسريب لمصلحة الدكتور اياد علاوي ورهطه، ولدعم طموحاته للعودةالى رئاسة الوزراء، فاننا لا نبرئه وحكومته من ارتكاب جرائم قد لا تقلبشاعة، فهل نسينا انه كان رأس الحربة في دعم مشروع الاحتلال الامريكيلبلاده، واعترافه بالتعاون مع كل مخابرات العالم للاطاحة بالنظام السابق..وهل نسينا ايضا مجزرة الفلوجة التي ارتكبتها القوات الامريكية بضوء أخضرمنه، وبمشاركة قوات حكومته؟ قناة 'الجزيرة' الفضائية التي ظلت على مدىالايام الثلاثة الماضية تبث الوثائق الاخيرة، وتستضيف المحللين للنبشفيها، وكشف المستور من الجرائم البشعة من الذي اغلق مكتبها في العراق،وطرد العاملين فيه؟ أليست حكومة الدكتور اياد علاوي الذي تدعمه حاليا مثلباقي الدول الخليجية الاخرى. الم يقدم الدكتور علاوي على هذه الخطوةالقمعية للتغطية على الجرائم الامريكية في العراق ومنع وصولها الىالعراقيين والعرب والعالم؟ الم يفعل ذلك بمباركة امريكا زعيمة العالم الحروام الحريات الاعلامية وابيها؟ تقول الوثائق ان ايران تتدخل في الشأنالعراقي الداخلي وتدعم ميليشيات شيعية، وتهرب اسلحة الى العراق. انه تفسيرللماء بالماء بعد جهد جهيد. فهل كان الامريكان وحلفاؤهم العرب يتوقعون غيرذلك.. ثم لماذا لا تتدخل ايران وتعزز نفوذها انتقاما من بلد حاربها لثمانيسنوات، وشكل سدا منيعا في وجه مخططاتها التوسعية، وتصدير ثورتها الىالشاطئ الآخر من الخليج العربي.. وهل من الذكاء ان ترفض هدية امريكيةجاءتها برأس هذا العراق العظيم على طبق من الذهب؟ ايران ليست سويسرا،وتاريخ المنطقة حافل بالصراع بين هضبتها والسهل العراقي، وطموحاتهاالاقليمية معروفة، المشكلة لا تكمن فيها، وانما في قصر النظر العربي،والعمى الامريكي، الناتج عن رؤية العالمين العربي والاسلامي من المنظورالاسرائيلي فقط، وها هو السحر الاسرائيلي ينقلب على الساحرين العربيوالامريكي معا، فالعرب يخسرون العراق، وقد يتحولون الى 'سبايا' لايرانوامريكا تخسر اربعة تريليونات دولار وآلاف القتلى، وسمعتها فوق ذلك، بسببهذه السياسات الخرقاء العوراء. نسمع دعوات ومطالبات هنا وهناك باجراءتحقيقات اممية او غربية في جرائم الحرب هذه التي كشفت عنها الوثائقالمذكورة.. لا نشعر بالتفاؤل مطلقا، ولا نتوقع ان نرى هذه التحقيقات تأخذمجراها في زماننا، واذا بدأت فعلا، فلن يكون لها اي جدوى، لان الاممالمتحدة ومنظماتها عبارة عن مستعمرات امريكية، تأتمر بأمر البيت الابيض،وجميع لجان التحقيق التي تشكلت في بريطانيا وامريكا حول حرب العراق لمتجرم احدا، ودليلنا ان توني بلير اكبر مجرم حرب في التاريخ ما زال مبعوثاللسلام في الشرق الاوسط، وتفرش له حكوماتها السجاد الاحمر، وتغرقهبالاموال مقابل 'استشارات'. اما جورج بوش الابن فيتمتع، واركان حكومته،بتقاعد هادئ مريح في مزرعته بتكساس. نتطلع الى محاكمة عراقية، نأمل اننعيش وقائعها، يمثل امامها في قفص الاتهام كل الذين تورطوا في تمزيقبلادهم، واغراقها في حمامات الدم التي نراها، وحولوا العراق كله الى مقبرةجماعية، واقبية تعذيب، سواء كان هؤلاء من اعضاء مجلس حكم بريمر، او رؤساءوزراء وقادة اجهزة وميليشيات، او من رهط الادباء والمثقفين و'المفكرين'و'نجوم' الفضائيات الذين برروا وسهلوا العدوان.. هؤلاء يجب ان يقدموا الىمحاكم عادلة نزيهة تستدعي الشهود، وتتعزز بالوقائع والقرائن على التواطؤوهناك اطنان منها، وهي قطعا ستكون محاكم مثيرة ومشوقة في آن. نتطلع الىاليوم الذي نرى صحوة عراقية عابرة للطوائف ورئيسا عراقيا منتخبا ووطنياوعادلا، يوقع مراسيم تنفيذ عقوبة الاعدام في حق كل من سفك قطرة دم عراقيةواحدة، فمن قتل نفسا بدون حق كأنه قتل الناس جميعا، وليس ذلك على اللهبكثير. | |
|