IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: "الحريك" أو الهجرة السرية إلى الدول الأوربية كظاهرة سوسيولوجية الخميس 11 نوفمبر 2010 - 12:33 | |
| يعتبر"الحريك" أو الهجرة السرية من الظواهر الحديثة ، والتي عرفت تزايدا كبيرافي الآونة الأخيرة ، إلى أن أصبحت هذه الظاهرة متفشية في أوساط المداشيروالقرى الصغيرة . وهنا تكمن أهمية دراسة هذه الظاهرة الخطيرة والضرورية فينفس الوقت. وظاهرة "الحريك" كما هي معروفة لدى الجميع ، أصبحت اليوم تفرضنفسها كظاهرة اجتماعية بامتياز ، لكونها تستهوي وتشغل بال كل مغربي سواءفي القرية او في المدينة ، كما أنها تشكل مجالا خصبا للترويج الماليوبالتالي الربح السريع لكل من يعمل فيه ، وهذا راجع الى ضمانة بيع منتوجهاوكذلك الاستفادة السريعة لكل مقبل عليها . وهنا تكمن أهمية "الحريك"كظاهرة اجتماعية لها ضوابطها وقوانينها الخاصة ، وبالتالي ضرورة ملامستهاومقاربتها بشكل موضوعي . وكوني انتمي إلى قرية صغيرة انتشرت فيها هذهالظاهرة بشكل سريع جدا ، كما استفادت القرية من هذه الظاهرة اقتصادياوتحسنت وضعية الأسر نفسانيا واجتماعيا .إن حديث سكان قرية النقوب ، صباحمساء، لا يخلو من ذكر البلد الذي يستقطب أصحاب " الحريك" أي اسبانياوالبرتغال . كما أنهم يعرفون كل مستجد في اسبانيا ويعرفون الشيء الكثيرعنها أكثر ما يعرفون عن بلدهم ، وهذا أمر طبيعي لأن اسبانيا منحتهم الشيءالكثير من حقوق الحياة من شغل ومكانة واحترام ومصدر الرزق ...فماذا عنظاهرة "الحريك" في دوار النقوب ؟ وما هي أسبابها ودوافعها ؟ ثم عن دورهاالسوسيواقتصادي في أوساط المجتمع ؟ وما هي أنواع الحريك وأشكاله ؟ وكيف ينظر المجتمع الى "الحراكة" كمهاجرين سريين ؟... 2) نحو تعريف لمفهوم "الحريك" : لقدفرضت كلمة "الحريك" نفسها كمفهوم سوسيولوجي له ثقل في المشهد الفكريوالثقافي المغربي بصفة عامة وفي قرية النقوب بشكل خاص .فالأصل الاشتقاقيلمفردة "الحريك" جاء ربما من الدارجة المغربية من فعل "حرك"أي من فعل "حرق " في اللغة العربية لأن القاف يصبح كافا اوكافا في الدارجة.وقد تم توظيف مفهوم "الحريك" في مجالات أخرى وفي تعابير تدل بشكل عام علىعدم احترام القانون . فعلاقة "الحريك" بالحرق وبالتالي بالنار ، وتأويلاتالحرق والنار تتصل بالسرعة في الهلاك والموت ، كذلك نفس الشيء بالنسبةللغرق في البحر اذ لا يتطلب وقتا طويلا . وهنا يتم ربط الفعل"حرك" من خلالمصدره "الحرق" بالغرق ومعلوم ان من غرق قد تجاوز في تجربته هاته عتبةالحياة في اتجاه الموت وبسرعة .كما يتجلى هذا أيضا في اللغة التواصليةاليومية بالدارجة المغربية والتي تفيد السرعة وعدم التقيد بالعرف والقانونكما قلنا فيقال مثلا : "حرك الوقت ماكاين غير حرك" او "حرك اصطوب" أي لم يحترم الضوء الأحمر فتجاوزه بسرعة دون وقوف .أو "حركالفيزا" أي لم يحترم مدتها فتجاوزها . ان المرجع "الناري" لمصطلح "الحريك"يشحنها بدلالات الانتحار الذاتي والعنف التدميري . أليس من يرتمي في البحركمن يرتمي في النار ؟ مع وجود فارق طبعا وهو أن تجربة الارتماء في اليميغذيها الحلم والأمل في النجاة وبلوغ "أرض الفردوس" المفقود بعد أن تنكرالوطن لبنيه علانية وصار مكانا للشعارات المزيفة ، كما أن "الحراكة " عادةما يقومون بحرق كل الأوراق التي تثبت هويتهم ، أو يتركونها وراءهم حيث لاأمل للرجوع إلى الوراء ، وهذا معطى أخر يزكي الأصل الاشتقاقي لمفهومالحريك . 3) "الحريك " بمنطقة النقوب بين الأمس واليوم : لقدعرفت قبيلة النقوب الهجرة السرية منذ أواخر الستينات وبداية السبعيناتخلال وبعد حملة الرجل المنقذ الفرنسي "موغا" الذي كان مكلفا آنذاك باختيارعمال مغاربة لفرنسا . فذهبت بذلك أفواج من الشباب آنذاك إلى فرنسا ثمالتحقت بهولندا ، وبعد عودتهم وقد تحسنت أحوالهم مقارنة مع ما كانوا عليهفي جبال صاغرو وحتى في النقوب، مما خلق دافع الهجرة عند الآخرين، فبدأتبذلك أول الحلول لفكرة الهجرة السرية ، فاستعملت خلال المراحل الأخيرةلموغا وسائل لتزوير الطابع الأخضر الذي كان يوضع على أدرع المقبولين منطرف لجنة الانتقاء . فتم توظيف البيض المسلوق وكذلك البطاطس ،وفعلا قد نجح الكثير منهم لتحقيق غرض الهجرة والتمكن من المرور منالمراقبة الصارمة التي فرضتها اللجن المكلفة في مراكز الانتقاء سواء فيتازرين أو في القلعة وفي عين برجا. و لكثرة شوق الشباب الى الهجرة فقدتغنوا بها بمدح وإغراء عن طريق تمناضين ومنها على سبيل المثال : -istey mugha izamarn ur illi xs tatten d widda gur ill kilu .
-اختار موغا الخرفان ، فلم يبقى الا النعاج ومن لا يزن كيلوغراما واحدا.
-istey mugha igiman kullu ur illi xs ttalb d unna ur ilin ul.
-اختار موغا الشباب كلهم ، فلم يبق الا الفقيه ومتدني الهمة.
-Ttabaà azigzaw aynewwagh iwtagh s san uzeggagh isfraza-yi .
-كنت أنوي طابعا أخضر ، وكان مصيري طابعا احمر ، فأقصيت.
-Man taànam d wadéu ihérran awilligh kullu itéabba mugha ur ten yusiy.
-كيف حالكم يا من طبعهم موغا ولم يهاجروا.
-Idda d mugha allig iga ssaàd ima tten ur ilin.
-جاء موغا حتى أسعد من لا سعد له.
-Zzigh hat arhébiy n lqelàa ag istey mugh izamarn I wulli .
-في حظيرة القلعة اختار موغا الأكباش من الضأن.
-Ssahétinu ag illa lmaradé ima ajmil hat igayaxt mugha .
-صحتي هي المريضة ، أما موغا فقد أحسن الي .
-Amad yan uras tumiz iàarrat mugha izrit urten yusi.
-كم من واحد نصب الفخ دون جدوى ، عراه موغا وتركه.
-Matta useggas d yulin nini ad ddugh s lxarij ammas n irumin .
-في كل عام أنوي الذهاب الى الخارج وسط النصارى.
-A tabratt am rgigh amm kemmin adiligh g lbaliza ddugh s irumin .
-يا ليتني كنت رسالة ، فأكون في الحقيبة وأسافر الى حيث النصارى .
-Hulanda bu ccejrat iàlulan adin ig rebbi ssàdinu tamannun.
-هولندا بلد الأشجار المخضرة ، يا رب اجعل حظي بقربها.
-Unna ur iddin s hulanda àtunas leqqum mayd ittenbadé ighla qillu.
-من لم يهاجر الى هولندا وله ابناء كثر، فما حيلته والذرة غالية ؟
-Sbàa usbàin ag uligh afellanm amm igeldan inmi wadéu.
-في عام سبعة وسبعين صعدت الى ذات الجناحين فاستقام لي أمري.
-Rebbi ktebatagh ggwman n fransa amur inw nghi théddam ilàamrinw.
-اللهم امنحني نصيبي من ماء فرنسا ، أو ضع حدا لعمري .
-Amadd yan izzenza lasl ula tigmmi xf lhéidj hulanda ann ira.
-كم من واحد باع أصله ومنزله ليحج وهولندا هي مقصده.
-Afransa tihérgit ak tamut unna nn illan yazend I waydé ann iddu.
-فرانسا شوافة،فكل من وصل اليها يرسل للاخر كي يلتحق به.
-Tnnat yurun tgas itt messyu , add ixiter lxarij ur asn iqqumi .
-كل من ولدت ابنا فلتسمه "مسيو" فحينما يكبر لابد أنه سيهاجر.
-Wasamhéi abba u lamma iqaridén aydagh d yiwin s irumin.
-سامحني يا أبي ويا أمي ، فالمال هو الذي أتى بي الى النصارى.
-Nerza g tmazirt nga ammis nemmut akal ayd isuln day ur ghifi illi .
-هاجرت البلاد كالميت ، انما لم يرد علي التراب .
-Attaksi lligh d yuwin mugha adam rzin izergan immt ccifur.
-أيتها السيارة التي أتت ب"موغا" ولتتكسري ويموت السائق.
-Idda d mugha allig iks làar iwidda ur ighin ad asin tigitin.
-أتى موغا حتى ساعد من لا يقدر على تحمل مسؤولية عياله.
-Mkid mugha lehla yuru arraw itenna ten yirun iga wink a mugha.
-ان "موغا" لا يحتاج الى أبناء ، فكل من ولدت طفلا يكون ل "موغا". أمابعد نهاية حملات "موغا" فقد بدأت تقنيات جديدة للهجرة سواء عن طريق عقدالشغل (الكونترات) أو عن طريق تبادل جوازات السفر . فالتحق بذلك العديد منالشباب بفرنسا وهولندا ... لتقف حمى الهجرة خلال نهاية عقد السبعيناتوخلال عقد الثمانينات بشكل نسبي ، واشتغال الناس بأراضيهم حيث توفرتالمياه وظهرت فرصة التحاق الشباب بالتجنيد .ولم تتجدد فكرة الهجرة مرةأخرى إلا بعد عقد التسعينات حيث الجفاف وقلة الموارد وكذلك انفتاح النقوبعلى العالم الخارجي عن طريق وسائل الإعلام بانتشار التلفاز والتحاق أبناءبعض الأسر بالتعليم .فماهي الأشكال الجديدة للهجرة السرية والغير القانونية التي ظهرت بشكل عام ؟ وماذا عن "الحريك" كمؤسسة؟ 4) أشكال الحريك المعتمدة في الحاضر : أ – "الحريك" عبر القوارب . الشبكاتالمسؤولة عن هذا النوع ، في البداية كانت تعمل على تهريب المخدرات، لكنتزايد أفواج "الحراكة" دفعها إلى تهريب وتهجير الإنسان والمخدرات معاباعتماد قوارب خشبية في بداية الأمر ، ثم أخرى مطاطية حديثة ذات محركاتقوية وسريعة.وهذه الشبكات ذات تنظيم مقاولاتي في صلبه ، لهذا من الطبيعيأن تمتد فروعها إلى كل الدواوير و المداشير حيث يصطاد السماسرة " الحراكة" بأثمنة مختلفة تتراوح بين 10 ألف درهم و 50 ألف درهم .وبفضل هذه القواربالتي يسميها البعض بقوارب الموت بينما الحراكة يسمونها بقوارب النجاة لأنبفضلها تخلصوا من معانات البطالة والحكرة وكل أشكال عدم الانسجامالاجتماعي.وفعلا لقد استفاد عدد كبير من شباب منطقة النقوب من هذا الشكلالصعب والذي بدوره سبب في موت العديد من الشباب في المناطق الأخرى ، ويسجلهنا أن من بين القبائل التي لم يسجل فيها ، إلى حد الآن ، أية ضحية بسببهذه القوارب ، قبيلة النقوب.كما يعتبر هذا الشكل من الحريك الأكثر إقبالالكونه الأقل ثمنا على باقي الأشكال الأخرى.فمن منا لا يتذكر أيام "مونيط"؟ ب – الحريك عبر الشاحنات أو الحافلات : ترجعفكرة هذا النوع من الحريك أساسا إلى عمال العديد من مصانع الملابس والنسيج، حيث هاجر العديد منهم في حاويات الشاحنات الكبيرة إلى أوربا وهذا بفضلتواطؤ سائقي هذه الشاحنات الأجانب بسبب المال .ولقد وجد شباب العائلاتالفقيرة في النقوب من هذه الطريقة الحل المناسب للهجرة السرية عوضا عنالقوارب او ما يسمى محليا ب "تالفلوكت" او "الباطيرا" التي تتطلب مبلغاماليا لا يستطيع أغلب الشباب توفيره . فكانت فكرة "الحريك" عبر الشاحناتأو الحافلات الحل المناسب وبدون أي بلغ مالي ، حيث يكفي فقط التستر أسفلالشاحنة أو الحافلة التي تتجه نحو الميناء بالناظور أو بطنجة أو بوجدة ... والتييتأكدون بأنها ستتجه الى الديار الأوربية. وفعلا تمكن العديد من الشبابوحتى الصغار من الفرار والهجرة بفضل هذه الطريقة التي لا تكلف الا بعضالأيام من المراقبة الصارمة للشاحنات او الحافلات قرب الميناء أو في محطاتالوقود . وتجدرالاشارة الى ان هذا الشكل من الهجرة السرية فتح الباب امام بروز هجرةالقاصرين من أطفال الشوارع وأطفال عانوا من الفقر بشكل عام ، لكن الغريبفي الأمر ان الذين يتم القبض عليهم مثلا في الضفة الأخرى كاسبانيا يعتنىبهم في مراكز خاصة الى سن محدد ، مما يحرك هاجس الهجرة عند كل طفل يسمعبأوضاع الذين سبقوه . ت ) "الحريك" عبر بواخر الصيد الأوربية : ينشطهذا النوع خلال فترات الراحة البيولوجية التي تفرضها السلطات المغربية علىبواخر الصيد ، اذ تقل أرباح الصيد ، وهنا يستغل أرباب البواخر جحافل"الحراكة" وتهجيرهم سريا الى الضفة الأخرى ... وحسب البعض فان تكلفةالرحلة عبر الباخرة تصل الى 30 ألف درهم ، بحيث يتصل "الحراك" بسمسار أومساعديه. حتى يصل إلى المسؤولين على الباخرة .ويدخل الفرد وتسلم له بذلةالبحارة ويتم إنزاله في شواطئ غير آهلة ، من ثمة يبدأ مسلسل المشي علىالأقدام عبر الغابات والضيعات الفلاحية أو الاتصال بعصابات مختصة بخطفالحراكة وأخذهم إلى الأماكن التي يقصدونها تفاديا لحملات المراقبين للحدودالشرطة ، وذلك مقابل أموال أخرى ... ج ) "الحريك" عبر التسلسل من مطارات : كانتالفكرة أساسا تتجلى في حصول الشخص على تأشيرة الدخول إلى دولة تركيا حيثلا تتطلب إلا توفر جواز السفر وتذكرة السفر ذهابا وإيابا.ومع العلم أنالطائرة تتجه إلى تركيا تنطلق من الدار البيضاء وتمر من مطار أمستردام فيهولندا وهنا تتم عملية التسلل من طرف الحراك بمساعدة شخص قاطن في هولندا . د ) "الحريك" الشبه القانوني : -عبر التزوير: حيث يتم تزوير كل الأوراق التي تمكن الشخص من الهجرة، وذلكمن طرف شبكات التزوير المحترفة. تزوير جوازات السفر، أوراق الإقامة، عقودالعمل، تأشيرات الدخول... - الحصول على التأشيرة بشكل قانوني ثم البقاء في أوربا وهذا ما يطلق عليه ب"حرك الفيزا " ... -تسليم جواز السفر لشخص يشبه الشخص صاحب الجواز مقابل مبلغ مالي، أو لأحدأفراد أسرته...( وهنا نشير الى المحاولات الناجحة التي أبان فيها معلميالنقوب عن صمودهم لإنقاذ إخوانهم من البطالة حيث نجد فيهم من وصل الى معدلفردين ...) وهناكأشكال مختلفة من الحريك ،والأساس في الأمر أن المهاجر السري يسعى دائماإلى ابتكار كل الأساليب التي يراها مناسبة للعبور إلى الضفة الأخرى كما انعصابات هذا الشكل من الهجرة تعمل جاهدة لابتكار كل الوسائل الممكنة لربحالأموال. كما لا يجب أن ننسى كذلك الحريك عبر سيارات لعائلات في الخارجخلال فترات العطلة الصيفية أي خلال شهري يوليوز وغشت حيث يكون الازدحام فيمراكز العبور ، فهناك من تستر وسط أفراد العائلة خصوصا الأطفال الصغاروهناك من تستر وسط أمتعة صاحب السيارة ثم هناك من تواطأ مع رجالالجمارك...الخ 5) " الحريك" كمؤسسة منظمة : اذاجاز لنا اعتبار "المؤسسة جماعة افراد لها تنظيمها الخاص واعرافهاوقوانينها التدريبية والتواصلية " فان "الحريك" خلفت لنفسها أشكالاوتنظيمات وقوانين تواصل مجتمعية ولها أمكنة للفعل الاجتماعي.و من هنافالحريك مؤسسة يجد فيها علم اجتماع الهجرة السرية موضوعا خصبا وبكرا .فتمهناك قوانين تواصلية بين الافراد داخل المؤسسة من حراكة وسماسرة ورئيسالشبكة ...وتتم بشكل عمودي وليس افقي بمعنى ان كل سمسار يتصل بآخر الى انيصل الخطاب في النهاية الى الرئيس المكلف ، وكل ذلك لأسباب وقائية وامنية، والحراك بدوره يشترط تأمين رحلته وتحقيق حلمه المتمثل في الوصول الى"الفردوس المفقود كما قلنا سابقا" . فنذكر هنا مثلا اجراءات تنظيميةواحترازية خاصة بالعبور على متن القوارب ومنها على سبيل الذكر : - الإبحار يكون في ليالي دامسة وبعد الحادية عشر ليلا . - ضرورة تزود الحراكة ببعض الأغذية الجافة من حمص وزبيب وزميتة .. - ضرورة تطبيق تعليمات سائق القارب (هدوء وصمت وخفة...). - ضرورة التوقف وسط اليم اما لتزويد خزان المحرك بالوقود ، او للتأكد من عدم وجود الحرس . 6) أسباب و آثار" الحريك": تترتبعن الهجرة بشكل عام والهجرة السرية بالخصوص ، آثار كثيرة؛ سواء على المدىالقريب أو المتوسط أو البعيد، وسواء على مستوى الفرد أو الجماعة أوالمجتمع ككل. كما أن لها تأثيرات على الحياة في الوطن الأصلي وتأثيرات علىالمهجر. ويمكن أن تخترق تأثيراتها البنيات النفسية والاجتماعية للأفراد،والبنيات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات وطناومهجرا. وهكذا، فالهجرة العمالية –مثلا- تؤدي إلى "إحداث انقلاب صامت فيالأوضاع الاقتصادية"(7)، فهي تتسبب في تكوين «نمط استهلاكيجديد» يتسم بالإسراف الشديد وبالمظهرية وحيازة آخر ما تقدمه البلدانالمتقدمة من مستحدثات وسلع جديدة في مجال الاستهلاك الشخصي في الوقت الذيلا يتم فيه اكتساب ثقافة الانتفاع بهذه المخترعات. أماعلى المستوى السياسي والاجتماعي، فيمكن اعتبار هجرة القوى النشيطة إعدادالتفريغ الوطن من قوى التغيير الأساسية ومهاجمة البنية الاجتماعية. حيث انالشباب هي الفئة الأكثر عبورا للبحر نظرا لكن مرحلة الشباب تتسم بظهور مايسمى "بالحراك الاجتماعي " وتتراوح أعمار هذه الفئة مابين 16 و 35 سنة معسيطرة الجنس الذكوري . فالحريك هي الوسيلة الوحيدة التي يختارها الشبابالمنحدر من القرى بما فيها قبيلة النقوب وهذا راجع إلى عدةأسباب تجعل الفرد النقوبي في وضعية يستعد فيها للمغامرة بحياته وبمصيرهولأن قريته كفضاء سوسيوثقافي صعب ويحمله مسؤوليات جسام منذ صغره ، زد علىذلك قساوة العيش والظروف الطبيعية . باختصار،إن للهجرة آثارا إيجابية وأخرى سلبية فهي قد تساهم في تطور الوطن في بعضالمناحي، كما قد تساهم في تدهوره في جوانب أخرى من الهوية الثقافية مثلا،إذ إنها تخلخل النسق المجتمعي وتقلل من فاعليته أو تسهم فيتنميته.فالمهاجر السري يحس بعنفِ الهُنا والآن، ويفضلالمغامرة بالنفس، فهو يقارن بين عنفين ويفضل عنفا على آخر. وإذا أمعناالنظر، فإننا نجد أن المهاجر يعيش أزمة تتمثل في أزمة المقارنة بين مايعيشه هنا والآن، وبين ما يصله عن طريق وسائل الإعلام عن الدول الغربيةوما يراه في حيه أو مدينته من آثار للهجرة الخارجية. فينتج ذلك دراما تبينأن المغامرة بالنفس تصبح ممكنة ومقبولة على خط العلاقة بين الواقع والأفق،الهُنا والهناك، الحاضر والمستقبل(8). 7) الخاتمة : وختاماأود أن أشير إلى أن الحديث عن الهجرة السرية أو "الحريك" قد يتطلب وقتاطويلا ، ولكن إسهاما في النبش في هذا الموضوع الذي أصبح اليوم يفرض نفسهبقوة. و ما يمكن قوله عن الحريك في النقوب هو أن نفعه أكثر من ضره لأنهيشكل الباب الوحيد والذي مازال يمكن الأسر النقوبية من الاستفادة اقتصادياوبالتالي محاربة التهميش الاجتماعي فكم من أسرة كانت على حافة التدهوربسبب الفقر واذ بأحد أطفالها يغامر بحياته فيلتحق بالضفة الأخرى ، فتجدحال الأسرة قد تحسن ولو نفسيا ... امحمد عليلوش(Iyider النقوب) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الهوامش : 1)-حسن الشويكي. مقال بعنوان: «الهجرة على النفط ومصير التحويلات: استهلاك أم استثمار». مجلة الوحدة. السنة الرابعة. ع 43. 1988.ص90. (2)-توفيق جرجور:«الهجرة من الريف إلى المدن في القطر العربي السوري». 1980. ص51. (3)-نادر فرجاني:«الهجرة إلى النفط». مجلة الوحدة. السنة الرابعة. ع 43. 1988. ص 181. (4)- محاضرات ودروس الأستاذ البلغيتي الرجراجي. 2003. كلية الآداب والعلوم الإنسانية. جامعة القاضي عياض. مراكش. (5)-القصير عبد القادر:«الهجرة من الريف إلى المدينة». بيروت. 1992. ص 109. (6)-الشويكي حسن:«الهجرة إلى النفط ومصير التحويلات: استهلاك أم استثمار؟». مجلة الوحدة. السنة الرابعة. ع 43. 1988. ص 93. (7)- الشويكي حسن:«الهجرة إلى النفط ومصير التحويلات: استهلاك أم استثمار؟». مجلة الوحدة. السنة الرابعة. ع 43. 1988. ص 90. (8)- الشويكي حسن:«الهجرة إلى النفط ومصير التحويلات: استهلاك أم استثمار؟». مجلة الوحدة. السنة الرابعة. ع 43. 1988. ص 94. (9)-حمودي عبد الله:«مصير المجتمع المغربي: رؤية أنتروبولوجية». حوارات. دفاتر وجهة نظر. ع 5. 2004. ص150. | |
|