IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: شروط المزاح الشرعي الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 6:41 | |
| باسم الله الرحمان الرحيم
شروط المزاح الشرعي
1- لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين : فإنذلك من نواقض الإسلام قال تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوضونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد كفرتم بعدإيمانكم ) التوبة/65-66 ، قال ابن تيمية رحمه الله : ( الاستهزاء باللهوآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه ) وكذلك الاستهزاء ببعض السنن ، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية أو الحجاب ، أو بتقصير الثوب أو غيرها . قالفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في المجموع الثمين 1/63 : فجانب الربوبيةوالرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاءبإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ، لأنه يدل على استهانته باللهعز وجل ورسله وكتبه وشرعه ، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مماصنع ، لأن هذا من النفاق ، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عملهويجعل في قلبه خشية من الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته ، والله وليالتوفيق . 2- لا يكون المزاح إلا صدقاً : قال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يُحدث فيكذب ليُضحك به القوم ويل له ) رواه أبو داود . وقالصلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين: ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد منالثريا ) رواه أحمد 3- عدم الترويع : خاصةممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد أو يستغلون الظلام وضعفالناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف ، عن أبي ليلى قال : ( حدثناأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليهوسلم ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول اللهعليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود . 4- الاستهزاء والغمز واللمز : الناسمراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم وبعض ضعاف النفوس – أهلالاستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم سُلماً للإضحاكوالتندر – والعياذ بالله – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساءمن نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاببئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات/11 ، قال ابن كثير في تفسيره : (المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، ويعد منصفات المنافقين ) والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشىعلى المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال صلى الله عليه وسلم: ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي . وحذرصلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء ، لأن ذلك طريق العداوة والبغضاءقال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولايحقره ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئٍ من الشرأن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه )رواه مسلم . 5-أن لا يكون المزاح كثيراً : فإنالبعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم ، وهذا عكس الجد الذي هو منسمات المؤمنين ، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عنالنفس . قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : " اتقوا المزاح ، فإنه حمقة تورث الضغينة " قالالإمام النووي رحمه الله : " المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداومعليه ، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ، ويشغل عن ذكر الله تعالى : ويؤول فيكثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الأحقاد ، ويسقط المهابة والوقار ،فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يفعله . 6- معرفة مقدار الناس : فإنالبعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، فللعالم حق ، وللكبير تقديره ، وللشيختوقيره ، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولامن لا يُعرف . وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز : ( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب المروءة ) . وقال سعد بن أبي وقاص : " اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء " 7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) صحيح الجامع 7312 وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) . فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً 8- ألا يكون فيه غيبة : وهذامرض خبيث ، ويزين لدى البعض أنه يحكي ويقال بطريقة المزاح ، وإلا فإنهداخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكرك أخاك بما يكره ) رواهمسلم . 9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح : كأنتكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، أو عند ملاقاة صديق ، تتبسط معهبنكتة لطيفة ، أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل المودة على قلبهوالسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين ،فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها . أيها المسلم : قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله : المزاح هجنة أي مستنكر ! فأجابه قائلاً : " بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه " والأمةاليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم من حياتها، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح ديدنها وشغلمجالسها وسمرها ، فتضيع الأوقات ، وتفنى الأعمار ، وتمتلئ الصحف بالهزلواللعب . قال صلى الله عليه وسلم : ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاًولبكيتم كثيراً ) قال في فتح الباري : ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمةالله وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبرويوم القيامة ) وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقةالصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيهاإلى الله عز وجل بجد وثبات ، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين ، قال بلال بنسعد : ( أدركتهم يشتدون بين الأغراض ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كانالليل كانوا رهباناً ) وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما : " هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون " قال : نعم ، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال . فعليك بأمثال هؤلاء فرسان النهار ، رهبان الليل . جعلناالله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ، ممن ينادون في ذلكاليوم العظيم : ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول للفائدة | |
|