منتديات الأستاذ الأفضل التعليمية المغربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا على الفايسبوكدليل الشروق الجزائري



 

 قصة شيزوفرينيا-حسن المددي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
IMADZZ
الادارة العامة
الادارة العامة
IMADZZ


آخر مواضيع العضو :
موقع تبادل الزوار + تبادل الفتحات الاجبارية مع المواقع
قصة ( أمل ) التائبة مع الشيخ غرم البيشي ( مؤثرة جدا )
بين الزاكي والطاوسي
فلاش إخبار ي لنيابة تارودانت حول الزيارات الميدانية للنائب الإقليمي للمؤسسات التعليمية
Valeurs du présent dans l’autobiographie
نعمية النسيان - النسيان
ساماراس لميركل: اليونان في حاجة لمزيد من الوقت لا المال

اسم متصفحك : فيرفوكس
الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع
الهواية : المطاعة
الدولة : المغرب
أوسمة العضو : الاداري المميز
ذكر عدد المساهمات : 1868
نقاط العضو : 4609
العمر : 27
المهنة : التعليم

قصة شيزوفرينيا-حسن المددي Empty
مُساهمةموضوع: قصة شيزوفرينيا-حسن المددي   قصة شيزوفرينيا-حسن المددي I_icon_minitimeالسبت 11 ديسمبر 2010 - 7:46

بسم الله الرحمان الر
الملفات تتراكم على المكتب الخشبي العتيق ، مستفزة أعصاب الناظرين . لازالتتلك الأصوات تملأ المكان .. تتسلل في الشقوق الأفعوانية التي تشكل لوحاتغرائبية على الجدار المقابل لمكاتب الموظفين . .العطونة تؤثث الأنوف . كلشيء موشوم بلون تلك النبرات .. حتى الزملاء تلفهم غلالةموشاة بنكهة غريبة..


أمسك رأسه بين يديه . كانت رغبة مجنونة تلح عليه ، أن انطح هذا الجدار ..أعصر كيانك ..تخلص من هذه الأصوات المقرفة المشفوعة برائحة الغثيان .. فقدالتركيز على العمل تماما ، كل الأوراق أمامه ترقص باستهزاء . كانت تخرجألسنتها في استفزاز مقيت ..ثم تغسله بوابل من الأصوات نفسها ..كان احساسهبالحرارة يفوق طاقته على الإحتمال .. يتوالى في ذهنه شريط لانهائي منالأشكال اللولبية تحمل لافتات في تظاهرة صوتية متصلة ..نظر إلى ساعة يده،لازال الوقت مبكرا لمغادرة هذا المكان الهلامي..تراءت له طيوف الأصواتمرتسمة على ميناء الساعة ..إنهاتتخفىكالعادة،وتتوغل مثل الأفاعى في ثيابه وربما في ثياب غيره من المحيطين به ، وفي كلثغراتهم وشقوقهم ولكنهم لايجرؤون على الإعتراف بذلك حتى لأنفسهم .


رنجرس الهاتف ..رقم خطأ ..صوت المتصل يحمل نفس النبرات ، وتتسرب منه عبرالخط نفس الرائحة المصاحبة للأصوات إياها .. تلك التي تمزق طبلتي أذنيهآلاف المرات ، وفي كل مرة تكتسب قوة إضافية .. أغلق الهاتف في تبرم ..قصدمقعده المنطوي خاف مكتب يعاند سوانح التداعي ..تناول سيجارة من جيب سترتهالداكنة ..أحجم قليلا ثم اشعلها .. أخذ منها نفساعميقا حتى توهجت جذوتها..اعتاد أن يتذكر قانون منع التدخين في الأماكنالعمومية ، هذا الذي اقرته الحكومة وصادق عليه نواب الأمة ، ولم يحترمهبعد ذلك إلا القليل ..العبرة لاتكمن في القوانين ، ولكن في احترامهاوتطبيقها .. كان ينفث الدخان في تذمر وسخط يوشيبه تلاحق أنفاسه والتجهم المندلق على وجهه كمياه المجاري .. تجاهل تعليقاتالزملاء بالتملي في سيجارته . إنها مشبعة بنكهة ترابية كأترابها التي يترك أعقابها في منافض المقهى المجاور كلما تسلل مع الموظفين لارتشاف احزانهم السوداء في غياب رؤسائهم أوفي غفلة منهممع السكريتيراتالمغلوبات على عمرهن ... كل شيء في هذه المدينة الترابية يكتسي لون التفاهة ونكهة الغبار والعفن . عقليات الناس وأفكارهم لاتخرج عن هذه الدائرة ..


عادت اليه نفسه التائهة عندما سد الفراش الباب بهيئته القميئة المكتنزة ، متباهيا ببزته الترابية الجديدة ،باسطا ابتسامته المعتادة الممزوجة بالقرف الساكن خراب أسنانه السوداء منفعل قطران التبغ الأسود الرخيص ..الفراش بدوره كتلة من تلك الأصواتالمؤثثة بالرائحة المرافقة .:


ـ سيادة الرئيس يطلب سيادتكم . قالها ضاغطا على عبارة سيادتكم ، بلهجة تحمل الكثير من الخبث والنفاق والممالأة . ـ ماذا يريد هو الآخر ؟.


ـ علم ذلك عند الله .


أكملبقية كلامه في الممر الخارجي ، وتناهت الى الأسماع دندنته بأغنية قديمةللحسين السلاوي :" أحضي راسك لايفوزوابك القومان يافلان "، وهو يتمايليمينا وشمالا حتى امتصه منعطف الممر الطويل .


حرك رأسهباستغراب وهو يشيع نشوة الفراش ، ثم اجتاز عتبة الحجرة العطنة، وانعطفيمينا نحو باب رئيس المصلحة ، ثم دلف الى الداخل دون أن ينقر الباب كعادته. وقبل أن ينبس ، عاجله الرئيس:


ــ أي عمل هذا ؟ هل أنت مبتدئ في ممارسة هذه المهنة؟


ــ لكن ياسيدي ..


ــ لاأريد الأعذار ، اعد كل هذه الملفات وراجعها بدقة متناهية ’ ولا أريد أن يتكرر هذا الأمر.


تأبط كوم الملفات المشبعة بالرطوبة ، ثم خرج ميمما حجرة مكتبه ، وهو يلعن رئيسه في سره ، ساخطا على هذا العمل الذي لا يحبه .. كثر ة التعب مقابل أجرة شحيحة ، لاتكفي حتى لسدالقوتاليومي ..وإن كان قسط كبير منها يذهب مع الرياح التي تسابقها خيول"التيرسي" التي دأب على المراهنة عليها سدى ، وفي انتظار الفوز الذي لنيأتي تتضخم روزنامة ديونه عند البقال والجزار وشركات القروض التي تتوالدمثل الفطر ، وتمتص دماء العباد كالعلق .فكر وهو خارج من عند رئيس المصلحةفي كلامه معه ، الأمر لايتعلق بمضمونه الي لم يابه به أبدا ، ولكن فينبرات صوته .. كانت كذلك خليطا من النبرات ذاتها. كاد أن يصرخ في وجهه :هل أنت متأكد من أنك رئيس مصلحتنا ؟؟؟ ..أرى أن كلامك وهيئة جلوسك وكتلةجسمك المتضخم مع الأيام ومع المزيد من الرشاوي التي يمطرك بهاالمغفلون المغلوبون على أمورهم ... حقيقة إن لك سمات...


أفاق من استيهاماته عندما عاد الفراش صاحب الإبتسامة المعهودة ، يخبره أن الرئيس يطلبه من جديد ..خرج مصفقا الباب وراءه ، ومرق كالبرق من الباب الخارج ليتلقفه الشارع المترب ،دون أن يعير اهتماما للعقاب الذي سينزل على مرتبه الذي أصيب بالإقتطاعات المزمنة .


ماأن داعب نسيم المساءوجهه ومسح على ماتبقى من شعره، حتى انسابت على ذهنه المرهق ،شلالات من التساؤلات ..


ـ لم أعد أطيق هذه الحالة ، مؤكدا في سره.. لكن لم هذا الصوت بالذات ؟ لم لا يكون خوارا أونباحا او حتى نقيقا ؟؟ !! .. لماذا ..لماذا..


حاولأن يجد اجوبة مقنعة لكل هذه الأسئلة التي تتزاحم في أم رأسه ، لكن دونجدوى.وكلما عزم على الكلام أو حتى على التفكير ، داهمته جوقة تلك الأصوات..إنها لاتتبدل ولاتتغير وتيرتها إلا لتزداد حدة..


حتىشغب أطفاله و زعيق زوجته المعبأ في طيات كثيرة من النكد المقطر و الذيتعايش معه منذ زمن طويل لايصطبغ بغير السمات تلك ..لم يعد يستطيع حتىمشاهدة التلفاز ..كانت الأخبار والبرامج سلسلة متصلة من تلك الأصوات ..


ـ هل يمكن أن يكون للتلفزيون أذنان طويلتان و...؟؟؟


تذكر أنه أسر لزوجته مرة أن هوائي مذياعهم القديم قد انشطر إلى شطرين ، ثم تحول الشطران إلى ما يشبه أذنين طويلتين ،ومكبسه الكهربائي إلى ذيل أسود . أما سواد لون الجهاز فإنه يجعل المشهدحرجا بالفعل ..تذكر ذلك كله ، لكنه أقسم ألا يخبرها بموضوع النهيق الذييملأ أسماعه في كل حين، وتوغل في كيانه حتى القرار ..لقدخاف أن تقومبإسقاطات كعادتها ، ابتغاء جره للشجار الذي تنتعش منه وتشحن به طاقةعدوانيتها التي توزع وبالها على الجارات ، وخاصة الجميلات منهن .


مرة اقترح على أحد المرشحين في الإنتخابات أن يضيف مشكل النهيق الى برنامجه الإنتخابي :


" شعارنا إزالة النهيق من الأسماع ، ومنعه من تنغيص الحياة على المواطنين


لكن المرشح فاز والنهيق تزايدت وتيرته .


كان صوت ارتطام أقدامه بإسفلت الشارع المترب ، يوقظه من حين لآخر .وإن كان لوقعها إيقاع ....النهيق.. هام على وجهه وهو يتساءل مع نفسه :


هليمكن أن يكون سبب حالته قدوم جاره الجديد من البادية مع حمار الذي يسهرعلى قوت عياله ويوزع الروائح والسيمفونيات النهيقية على القاصي والداني؟

بعد ذلك اكتشف حكيم المدينة أن النهيق قد استشرى وأصبح عدوى وقاسما مشتركا بين الأهالي ، لدرجة أنه صار حالة عادية ،

ولم يعد أحد يسأل عن أسبابه.

بعد هذا الإكتشاف أصيب الحكيم بالعدوى.




مع التحية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://forum.dzaire.info
 
قصة شيزوفرينيا-حسن المددي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة بطل-حسن المددي
» الشاعر حسن المددي
» قصة حنين-حسن المددي
» قصة قلب الشهيدة-حسن المددي
» لجوء-حسن المددي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأستاذ الأفضل التعليمية المغربية :: منتديات الابداع الفني والادبي وتعلم اللغات :: المنتدى الأدبي :: منتدى القصة القصيرة-
انتقل الى:  
E3LAN CHOROUK
منتدى الشروق الجزائري www.chourok.net/vb