IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: قصة العَرّافة (قصة قصيرة) الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 - 15:22 | |
| العَرّافة.. سألتني العرّافة... " هل سبق لك أن مت؟"... نطقتهاببرودة وروية متفحصة إياي عن كثب. صدمت للسؤال الغريب, ترددت في الإيجاب,حرت عن النطق, وجدت نفسي أحملق فيها وابتسامة بلهاء ترتسم على شفتيالجافتين برهة من الزمن ظل الصمت خلالها سيد المكان. ظلتتروزني بعينين ثاقبتين لهما وخز الإبر على جسدي البارد. أحسست خلالها أننيأتكشف عن دواخلي العميقة أمام سطوة نظراتها السابرة. لم تبرح جمودهاالمثير, كانت غارقة في ظلمة الغرفة لا يكاد يظهر منها شيء سوى ذاك البريق الغامض المطل من نظراتها الواثقة. كان فيض بريقها يطغى على ذاتي الحائرة, سؤالها العجيب ظل يحوم حولي كسحابة عالقة في الأفق لا تبارح مكانها. لا أدري كم طال من الوقت كنا خلالها حجرين ساكنين متلفعين برداء صمت قاهر. تأملتْفنجاني المقلوب بين يديها ثم عادت تنظر إلي بالعيون ذاتها. نقلتُ بصريالمرتعش بينها وبين فنجاني المقلوب ثم تنحنحتُ محاولا وضع حد لهذه اللعبةالسخيفة. - ما أدراك أنني كنت ميتا؟ ظلت تتفحصني في برود مستفز, فيما كنت أغلي من الداخل كأنني جالس في قدر من الحمم. تابعتُ في صوت خرج رخوا مرتعشا.. - إن كنت ميتا كما تزعمين..فكيف تراني ماثلا أمامك وكلي أنضح بالحياة ؟ انخرطتفي قهقهة مفاجئة طويلة كأنها آتية من أعماق الجحيم. ظننت لوهلة أنها لنتكف عن ذلك. كانت أسنانها الخربة الصفراء تلوح من ثغرها المتجعد الشفتين ,الضامر الوجه, الناتئ العظام. كانت جمجمة تقهقه في جزل شيطاني, يزيده ذاكالبريق المخيف هالة شر مستتر, تحسه لكنك لا تدري من أين ينبعث. أحسستبالكآبة تتعاظم في صدري, الجو الخانق العابق بروائح الزيوت والأعشابالغريبة يكتم الأنفاس, أعواد البخور المنزوية في أرجاء الغرفة تنفث غلالةنفاذة ضبابية تنعكس عليها الإضاءة الحمراء الضعيفة فتحيلها في لون دمويمخملي سابح ينتشر ببطء مضفيا على الغرفة سحرا فتاكا لا يقهر .. لم أعد أحتمل الموقف, كرهت نفسي وكرهت تلك العرافة, وددت لو أقتلها كي أوقف صدى قهقهاتها العابثة. خرجت من الغرفة ساخطا, لاعنا نفسي, نادما على تهوري السخيف الذي جعلني في هذا الموقف الحرج. كنتشبه غائب عن الوجود,كنت مأخوذا بالجو الشيطاني الذي أسر جوارحي فبت لا أعيما أفعل. سؤالها يهاجمني في شراسة مثيرا في مخاوف عديدة. هل حقا ما تقولتلك العاهرة؟ هل حقا أنا ميت؟...لا...لا.. محال...خسئت تلك الفاجرة..لستبميت ..أنا حي أرزق..أنا حي أرزق..أنا حــ.... كان الشارع غاصا بالناس في شكل حلقة, سيارات متوقفة, لغط , هرج وصراخ.. وسطالحلقة, كان جسد شاب مسجى أرضا غارقا في دمائه. كان ممددا وسط الشارع,شاخصا بصره الفاقد للحياة نحو زقاق مظلم, ينتهي عند باب عتيقة يُنفث منبين عتباتها غلالة مخملية دموية..
| |
|