hassan idrissi المراقب العام
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : مراقب عام - كاتب المنتدى الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 288 نقاط العضو : 795 العمر : 36 المهنة : أستاذ
| موضوع: رواية الشعر الجاهلي الأربعاء 25 مايو 2011 - 12:57 | |
| رواية الشعر الجاهلي في العصر الجاهل مرت رواية الشعر الجاهلي بعدد من المراحل والأدوار التاريخية التي تتناسب مع عصور الأدب العربي فقد كان الشعر الجاهلي وروايته وحفظه موصولين منذ العصر الجاهلي إلى عصر التدوين . ويُعد هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي يجب دراستها في الشعر الجاهلي وذلك لما تعرض له الشعر الجاهلي من اتهامات وأباطيل على السنة المستشرقين ومن شايعهم من الباحثين العرب . فإذا أثبتنا أن الشعر الجاهلي قد حوفظ عليه ابتداءً من العصر الأموي إلى أن وصل هذا الشعر إلى أيدي الرواة الذين قيدوه في كتب وكراريس خاصة نكون قد أبعدنا ما أُتهمَ به الشعر الجاهلي من اتهامات وأباطيل . أما في العصر الجاهلي فقد حافظ العرب على شعرهم فقد كان وسيلة من وسائل حفظ تاريخهم وحروبهم وأيامهم , كما كان وسيلة لنشر أمجاد القبائل العربية على حفظ شعر شعرائها وتداوله بين أبنائها إذ كان ديوانه الذي جمع كل تراثها ومصارفها وعلومها وتاريخها .
- هنالك مجموعة من الأسباب يمكن أن تكون من الأسباب الدافعة للقبائل العربية لحفظ شعرها نجملها فيما يلي : • ما ذكرناه من اهتمام كل قبيلة بشعر شعرائها لما له من أهمية في حياتها . • أن الشعراء أنفسهم كان يروي بعضهم أشعار بعض وذلك ليوسع ثقافته ويقوي ملكته الشعرية . • هنالك مجموعة من الروابط الدموية والفنية والموضوعية التي كانت تدفع بعض الشعراء لرواية شعر الآخرين وحفظه . - من الروابط الدموية ما يروى عن رواية زهير بن أبي سلمى لشعر أبيه , ورواية المرقش الأصغر لشعر عمه المرقش الأكبر , ورواية الأعشى لشعر عمه المسيب بن علس .
- أما الروابط الفنية التي كانت تجمع الشعراء وتحمل نفراً منهم على رواية شعر الآخرين ومن أشهر هذه الروابط ما يرويه القدماء عن مدرسة الصنعة التي كانت تهتم بمراجعة شعرها وتنقيحه وتهذيبه وتقويمه, وقد امتدت هذه المدرسة من أواسط العصر الجاهلي إلى العصر الأموي ومن أبرز شعراء هذه السلسة : • طفيل الغنوي . • أوس بن حجر • بشامة بن الغريد . • زهير بن أبي سلمى . • الحطيئة . • هدبة بن خشرم . • جميل بن معمر . • دثير عزة . فقد كان كل واحد من هؤلاء الشعراء يحرص على أن يأخذ من سابقه ويروي عنه بعض أشعاره وأروعها تلك الشعار التي تتمثل فيها الخصائص الفنية لهذه المدرسة .
- أما الروابط الموضوعية فتظهر في مجموعة من الشعراء تتباين قبائلهم ولكنهم يتفقون في النظم في موضوع واحد من موضوعات الشعر فهناك من وصف الخيل من الشعراء , حيث كان احدهم يعتمد على الآخر , مثال ذلك : أبو داؤود الأيادي وطفيل الغنوي اللذان اعتمد كل منهما على الآخر في وصف الخيل , كما يروى أن امرؤ القيس قد اعتمد عليهما في وصف للفرس . ومن أمثلة هذا الرابطة ما يعرف بالشعراء الصعاليك فعلى الرغم من اختلاف قبائلهم وتباعد الرقعة فيما بينهم إلا أن بعضهم كان يروي شعر الآخر وذلك لما كان يوجد بينهم من أهداف ونمط حياة . ولم يقتصر الأمور على هذه الروابط فحسب بل إن كثيراً من الممدوحين قد حفظوا وحافظوا على الشعر الذي مدحوا به كما حافظ الهرم بن سنان على الشعر الذي مدحه به زهير بن أبي سلمى . وكما يروى عن محافظة المناورة على الشعر الذي مدحوا به ويقال أنهم سجلوه في كراريس ودفاتر وحفظوه فيها . - ولابد لنا أن نلاحظ أن الكتابة إذا ضعفت في بيئة معينة فإن ذلك لأبد أن يكون سبباً لأن تقوى ملكة الحفظ والرواية الشفوية ... وهكذا كان في بيئة العرب في العصر الجاهلي .
| |
|