1- النصوص : الآية 89 من سورة النحل + حديث أبي هريرة حول المجدد + حديث تأبير النخل.
أ- مدلولات الألفاظ والعبارات :
- تبيانا : توضيحا وتفسيرا واستيعابا لكل شيء
- يجدد : يحيي التدين في نفوس الناس ، ويجتهد في استيعاب الإسلام لقضايا العصر .
- الظن : العلم بغير يقين ، وإدراك الذهن الشيء مع ترجيحه وقد يكون مع اليقين .
ب- استخراج المضامين :
1- بيان استيعاب الإسلام لجميع التطورات الحاصلة ، وقدرته على حل الإشكالات المستجدة عبر العصور .
2- فتح المجال أمام العلماء المتخصصين للاجتهاد والتجديد والبحث عن الحكم الشرعي المناسب للقضايا المستجدة التي لا نص فيها .
3- وجوب تضافر جهود علماء الأمة من مختلف التخصصات للقيام بواجب الاجتهاد وتجديد الدين .
3- تحليل عناصر الدرس :
أ- مفهوم التجديد :
التجديد لغة : توضيح الشيء وتصييره جديدا .
واصطلاحا : هوالاجتهاد في القضايا الجديدة التي تظهر في الزمان والمكان يمارسه علماءالأمة لتحقيق خاصية الانفتاح والتوصل إلى الحكم الشرعي المناسب .
المجدد : هوالعالم المتميز بالورع والتقوى المستوعب للقرآن والسنة وعالم بقواعد اللغةالعربية ، العارف بالوقائع والأحوال التي يعيشها عصره المطلع على الثقافاتالسائدة وحاجات الناس المتجددة .
ب- مجالات التجديد : لتجديد الدين مجالان هما :
1- الثوابت القطعية :والتي قررها ديننا المتعلقة بالعقائد والعبادات وأصول المعاملات وغيرها ،وتجديدها يكون بإزالة الآثار السلبية التي تصيبها بفعل التقليد ،والابتداع ... يقول الرسول t( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ) ويقول t : ( جددوا إيمانكم.قيل يارسول الله،وكيف نجدد إيماننا؟قال:أكثروا من قول لاإله إلا الله ) الحاكم في المستدرك
2- النوازل والمستجدات الناجمة عن تغير أنماط العيش عبر الزمان والمكان :ويتم التجديد فيها بإعطائها الحكم الشرعي المناسب لها .ومن ذلك الاجتهادوالتجديد في تدبير شؤون الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعيةوالفنية والتقنية وغيرها مما لا يعارض مقاصد الإسلام وقيمه فذلك مطلوبوممدوح لقول الرسول t( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ....الحديث)
ج- ضوابط التجديد : ليحقق التجديد مهمته على أتم وجه لا بد من مراعاة ما يلي :
1- فقه الشرع :من طرف المجدد بتوفره على مجموعة من الشروط ، كالعلم بالقرآن والسنة ومايتعلق بهما من قواعد ومتمكنا من علوم اللغة والفنون الأخرى المساعدة علىالفهم ومراعيا مقاصد الشريعة الدائرة على ( جلب المصالح ودفع المفاسد ) وأن يكون تقيا ورعا مخلصا لله.
2- فقه الواقع : باستيعابواقع الناس الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والبيئي بصفة شاملةحتى يتمكن المجدد من إصابة مقصود الشرع في ما جد من قضايا ونوازل ... وفيالعصر الحاضر يجب أن تتضافر جهود الجميع من مختلف التخصصات للقيام بواجبالتجديد والاجتهاد .
د- ضرورة الانفتاح والتجديد في تطور المجتمعات الإسلامية :
تجديدالدين أصبح ضرورة وفريضة في هذا العصر لكثرة التحديات التي تواجهها الأمةفي ظل العولمة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة ، والشريعةالإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصروتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة ولذلك دعا الإسلامإلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادا على القواعد العامةالتي قررها . وقدر الثواب الجزيل لهذا العمل الجليل كما جاء في الحديث ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد )
- و بذلكاستوعب الإسلام كل القضايا المستجدة المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية البيئةواستثمار تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتوعية الصحية وغيرها مما تتيسر بهسبل الحياة في عصرنا الحاضر لأن ذالك من صلب مقاصده وأسمى غاياته .. وفيمايلي نماذج لبعض القضايا من ثلاث مجالات : تعبدي – ومالي – وطبي .
· (المجالالتعبدي) كالصلاة في الطائرة والقطار والحافلة وغيرها من وسائل النقلالحديثة إذا طالت الرحلة حفظا للدين بأداء الصلاة في وقتها ...
· (المجال المالي) كالتأمين التعاوني بالتعاقد بين جماعة من الناس يربطهم مجال معين، وهو جائز لمنافعه وتحقيقه مبدأ التعاون والتكافل .
· (المجالالطبي) كنقل الدم تبرعا من شخص صحيح إلى آخر مريض : وهو جائز لما يحققه منمصالح العباد بحفظ النفوس وتحقيق مبدأ الإيثار والتعاون .. وغير ذلك ، ممايدل على مرونة الإسلام وسعته وشموله لكل جديد وهو ما يجعله قابلا للتطبيقفي كل زمان ومكان . والله أعلم.