النص الحواري " إخلاص متبادل ! " لتوفيق الحكيم - لفائدة تلاميذ الجذع مشترك علمي -
- الفئة المستهدفة :جذع م.علمي
- المادة : اللغة العربية
- الأستاذ : عزيز سشا
الكفايات المستهدفة :
*الكفاية التواصلية : تعرف المتعلم نمط النص الحواري، و تمكينه من القدرة على التواصل في وضعتي التلقي و الإنتاج.
*الكفاية المنهجية : التمكن من أدوات قراءة النصوص الحوارية و تفكيك الخطاب الحواري .
*الكفاية الثقافية : الانفتاح على قضايا معاصرة و خطابات متداولة .
* القراءة المنهجية للنص :
* التمهيد : الحوار طريقة من طرائق التعبير المختلفة في موضوع معين بين شخصين أو أكثر ، و تقتضي هذه الطريقة تعاقب المتحاورين على الكلام لتحقيق الهدف المتوخى.و يعتبر الحوار مثل السرد و الوصف أداة من أدوات الحكي يتخلل أنواع النصوص المختلفة من قصة و رواية و مسرحية ، بيد أنه يعتبر وسيلة أساسية في المسرح و خاصية مميزة له. فإلى أي حد يعكس النص قيد الدرس نمط الحوار ؟ و ما مدى تمثله لخصائص و مقومات الكتابة المسرحية ؟
- أولا : ملاحظة النص :
1- نوعية النص : بملاحظتنا للشكل الهندسي للنص و القائم على تواتر و تتابع أسماء الأطراف المتحاورة و تناوبها على الحوار أمكننا القول بأن النص نص مسرحي يعتمد على الحوار كأداة أساسية.
2- افتراض موضوع النص من خلال الجمل : الأولى و الثانية و الأخيرة : بقراءتنا للجملتين 1 و 2 و الجملة الأخيرة من هذا الحوار أمكننا القول افتراضا أن مضمون النص يتمحور حول رغبة الزوج في التأمين على حياته لفائدة زوجته بعد مماته ، لكن ظهور الفتاة أفشل العلاقة الزوجية من أساسها.و بناءا عليه فإن المسرحية مرآة عاكسة للوضع الاجتماعي المتردي للحياة الزوجية الهشة.فإلى أي حد يعكس النص ذلك ؟
- ثانيا : فهم النص :
1-مضمون الوثيقة التي وقعها الزوج أمام مندوب التأمين : الرغبة في التأمين على حياته لفائدة زوجته بع مماته قبلها مقابل ألفي جنيه.
2-تحديد شرط الزوج على المندوب : اشترط أن لا تعلم زوجته بوجود العقد بدعوى عدم قدرتها على تحمل الخبر.
3-سبب الجدال المثار بين الزوج و المندوب : يرجع إلى عدم حصول الزوج على المبلغ المؤمن في العقد إذا توفيت زوجته قبله فضلا عن عدم تقبله فكرة موت الزوجة.
4-الشخصيتان الجديدتان اللتان دخلتا ساحة الأحداث : * الزوجة و * سهام ابنة الجيران و المريضة نفسيا و التي تحمل مسدسا .
5-المبرر الذي احتجت به الزوجة لإنقاذ نفسها من الموت : احتجت الزوجة بكذبة مفادها أنها حامل .
6-تبيان طبيعة العلاقة بين الزوجين و حقيقة مشاعرها : هي علاقة مزيفة تنبني على الخداع و الكذب و الاحتيال و تلفيق التهم. و يبدو أن هذه الاتهامات حقيقية من جهة و هي مبررات للنجاة من الموت المفروض عليهما من قبل الفتاة من جهة أخرى.
7-مظاهر انفراج الأزمة : انفرجت الأزمة بإطلاق النار الذي كان من تدبير الطبيب النفسي لإخماد حالة الفتاة العصبية و النفسية.
8-تحديد نهاية الحوار : انتهى الحوار بعبارة دالة من كلام الزوج " لقد قتلت حياتنا الزوجية " و هذه العبارة تنم عن ضعف الحياة الزوجية بين الزوجين بافتعالهما لمشاعر كاذبة و اصطناعهما لإخلاص لا أساس له من الصحة.
*تقويم جزئي : انطلق من الأنشطة السابقة و أنجز ملخصا مقتضبا لأحداث المسرحية لا تتجاوز فيه خمسة أسطر.
- ثالثا : تحليل النص :
1- المعجم :
حقل الإخلاص : السعد – مبروك – الاخلاص .....
حقل الخوف و الصراع : بخوف – مسدسا – تكذب – يحتال – الرصاصة – يزعجها – يؤرقها...
*نلاحظ هيمنة حقل الخوف و الصراع الذي يحيلنا على حقيقة مشاعر الزوجين الموصوفة بالسلب و انعدام الإخلاص.
2- أدوار الشخصيات الرئيسية :
تكتمل أدوار الشخصيات في الحوار المسرحي عن طريق التدرج ، و هذا ما نلاحظه في دوري " الزوج و الزوجة " اللذين كشفا عن صورتهما الحقيقية في نهاية أحداث المسرحية ( أي اكتمال شخصيتيهما ) .
3- العبارات الدالة على أن مندوب التأمين مدرك للحقيقة :
" إخلاص متبادل ! – اطمئن ! – إذا توفيت أرملتك قبلك ، أقصد زوجتك – لن أدخل هذا البيت قبل أن أؤمن على حياتي لمصلحة الأولاد!..."
*الملاحظ أن الإطار التنغيمي لهذه العبارات يحتوي على التعجب و السخرية .
4- الإشارات المسرحية :
الإشارات المسرحية هي الجمل الواردة بين قوسين و التي يكتبها الكاتب لمساعدة المخرج على إخراج مسرحيته. و يمكن تقسيم هذه الإشارات إلى :
*إشارات إلى الممثل : " و هو يلقي على العقد نظرة أخيرة..- و هو يتناول منه القلم – فزعا – مأخوذة ..."
*إشارات إلى المخرج - *إشارات إلى الديكور - *إشارات إلى الجمهور...
5- علامات الترقيم :
تكتسي أهمية خاصة في الحوار المسرحي ، و من جملة ذلك احتواء النص على : علامة التعجب – علامة استفهام – نقطتا تفسير – فاصلة – نقطة ... و الهدف من ذلك هو تنظيم حوارات الشخصيات و ترتيب أدوارها .
6- العبارات و الألفاظ المكررة و دلالتها في النص :
الوفاة – إمضاء – خبر هذا التأمين – إنها تكذب – الرصاصة – قتلت ...و الهدف من هذا التكرار هو تأكيد محتوى الخطاب الحواري.
7- البنية الأسلوبية في النص :
يزاوج النص بين الأساليب الخبرية مثل : " إذا مت فإن زوجتي تقبض..ألفي جنيه – لن يبلغها شيء من جهتنا... " و الأساليب الإنشائية مثل : " أيها المندوب ؟! – لا يا سهام ...." و الغاية من ذلك هو الإخبار بحقيقة الزوجين و تجسيد حالتهما النفسية و مواقفهما الذهنية.
8- أسلوب السخرية :
غايته كشف طبيعة العلاقة الزوجية المتأسسة على مفهوم سلبي للإخلاص .
9- الفائدة الأخلاقية :
يراهن " توفيق الحكيم " في مسرحيته هاته على أن الإخلاص الحقيقي قيمة أخلاقية ضرورية لقيام حياة زوجية أفضل مؤداها التضحية المتبادلة من الطرفين : الزوج و الزوجة .
- رابعا : تركيب و تقويم :
1-موقف الكاتب من بعض السلوكات الغريبة : يعتبر سلوك الفتاة سلوكا غريبا استثمره الكاتب للكشف عن الصراع الدرامي بين الشخصيات ، و بالتالي توضيح رؤيته إلى الواقع الاجتماعي.
2-المسرح حلبة للصراع بين الشخصيات :
أ- مواضع الصراع الدرامي : صراع الزوج مع المندوب + صراع الزوج مع الزوجة + صراع الفتاة مع الزوجين .
ب- السبب في هذه الصراعات : هو الرغبة في تطوير الحوار و تنامي الأحداث بقصدية الوصول إلى الحل .
3-المسرح محاكاة للمجتمع : ينعكس ذلك من خلال رصد الكاتب لقضية اجتماعية حساسة و هي طبيعة العلاقة الزوجية و البعد الإصلاحي الذي يطرحه بهذا الصدد.
4-الحوار في المسرح يعوض السرد : من خلال كلام الشخصيات المحمل بالأحداث و الحركات و الوصف و الزمان و المكان...
5-الواقع محك أساس لاختبار العواطف : و لعل هذا ما كشفت عنه شخصية الفتاة التي استطاعت بفعلتها تغيير صورة مشاعر الزوجين إزاء بعضهما البعض .
6-يمكن تجاوز العواطف الزائفة بين الزوجين بارتياد سبيل الوضوح و الصراحة منذ البداية ، علاوة عل الالتزام بالإخلاص الحقيقي المبني على أساس التضحية و الحب الصافي و التآزر و التعاون وقت الأزمات...
*تقويم نهائي :
انطلق من المكتسبات السابقة و أنجز خلاصة تركيبية تستعرض فيها مقومات الكتابة المسرحية في النص قيد الدرس ، مع إبداء رأيك حول القضية الاجتماعية التي يطرحها الكاتب .